لقد حاولنا في هذا الكتاب أن نختار مواقف حضارية رائعة، لندقّق النظر فيها، شملت عيّنات ونماذج من أنحاء مختلفة من العالم الإسلامي. وتمثل هذه العيّنات سلسلة من الحلقات التي تبدأ بانتشار الإسلام في شبه الجزيرة العربية، وتنتهي بجهود المسلمين في سبيل التقدم والكشف عن المجهول في المحيط الأطلسي. ويتخلل ذلك، الموقف من حقوق الإنسان، والاعتناء بالمدن، والمظاهر الحضارية لبعض هذه المدن والمناطق الإسلامية، كالقدس، والموصل، والبحرين على سبيل المثال. هذا فضلاً عن المظاهر الحضارية العامة لبعض العصور، والتدقيق في نواحٍ وجزئيات منها للكشف عن مدى التقدم الذي تمّ إحرازه في ظل الإسلام. وتمّ تسليط الضوء في هذا الكتاب أيضاً على نماذج من الأنشطة العسكرية التي تمّت في العصور الإسلامية المختلفة، اعتباراً من العصر الراشدي ومروراً بالعصور الأموية والعباسية والأيوبية، لتنتهي بالوجود العربي الإسلامي في الأندلس. وكان الغرض من كل هذا هو إعطاء صورة واضحة ومحايدة لما جرى من أحداث داخلية، مع عرض مفصّل مفعم بالواقعية، لما كانت عليه استعدادات المسلمين العسكرية في بعض العصور المذكورة آنفاً.