كتاب عفاف أحمد الباشا عن التأريخ في ولاية طرابلس الغرب خلال القرن التاسع عشر يتجاوز مثالب الدراسة التاريخية في تلك الفترة، وأيضاً هو إضافة منهجية وتطبيقية رائدة وأصيلة في البحث التاريخي عن المرحلة العثمانية والقرن التاسع عشر بشكل عام وطرابلس الغرب (اسم ليبيا في تلك الفترة)...
كتاب عفاف أحمد الباشا عن التأريخ في ولاية طرابلس الغرب خلال القرن التاسع عشر يتجاوز مثالب الدراسة التاريخية في تلك الفترة، وأيضاً هو إضافة منهجية وتطبيقية رائدة وأصيلة في البحث التاريخي عن المرحلة العثمانية والقرن التاسع عشر بشكل عام وطرابلس الغرب (اسم ليبيا في تلك الفترة) بشكل خاص.
أهمية كتاب عفاف تكمن أولاً، في ريادة الموضوع وجدته وأصالته عن مرحلة القرن التاسع عشر. ثانياً: الكتاب يتجاوز مثالب الكتابة التاريخية الليبية التي تركز على الأحداث ودور الزعامات والأفراد بغض النظر عن السياق التاريخي وأغراض الكتابة وعلاقة المجتمع مع الدولة أو الجهة في مرحلة الكتاب بالإضافة إلى رؤية المؤرخ في مواجهة مشاكل عصره. جل الكتابات عن المرحلة العثمانية بشكل عام والقرن التاسع عشر بشكل خاص تركز على دور المؤرخين والأسر الحاكمة، الباشاوات والقيادات، ولكن في فراغ اجتماعي وتاريخي للمجتمع الأهلي المرتبط بالدولة سواء في المدن أو خارجها حيث الأرياف والبوادي والدواخل.
بدأت الكاتبة بابن غلبون في القرن الثامن عشر لأنه قدم تأصيلاً مهماً في كتابه التذكار، وأيضاً لتأثيره في المؤرخين الذين جاؤوا بعده في القرن التاسع عشر. كما أنها وضعت منهج أحمد النائب الأنصاري في السياق الاجتماعي والتاريخي للولاية والامبراطورية العثمانية في مرحلة بالغة التعقيد
ولكن براعة تحليلها لمنهج الشيخين عبد الله الباروني وابنه سليمان الباروني جعل الفصل الثالث أهم فصول الكتاب لقدرة الكاتبة على فهم تعددية الانتماءات المذهبية، الجهوية والإسلامية في كتابات آل الباروني. وأخيراً حللت الكاتبة كتاب الدرر السنية للعلامة السيد محمد بن علي السنوسي ووضعته في الإطار العام والخاص للإصلاح الإسلامي في المراحل الأولى، وأخيراً في المستوى الإقليمي والجهوي لبرقة الولاية والسودان الغربي.