-
/ عربي / USD
تعد ثريا فاروقي من أهم المؤرخين المعاصرين المهتمين بالشأن العثماني عبر تجلياته السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية، وعلاوة على عملها أستاذة للدراسات التركية في معهد تاريخ وثقافة الشرق الأدمة بجامعة ميونيخ، فإنها من أفضل الباحثين الذين تمكنوا من أدواتهم البحثية. إذ إنه بعيداً عن أطر المنهجية التقليدية في البحث، فقد اتخذت كتبها وأبحاثها (التي زادت على المائة والعشرين بحثاً) منحى أكثر واقعية وصرامة عبر عدم قصر الاهتمام على المصادر التاريخية العثمانية التقليدية التي كتبت بقصد أن تكون تاريخاً، بل لجأت إلى استخدام المصادر العثمانية غير التقليدية، ككتابات الرحالة والأدباء والشعراء، وتقارير القناصل والسفراء ورسامي الخرائط والتجار، بل وكتابات الأسرى والعبيد والسجناء، وكذا انطباعات النساء الأوروبيات والعثمانيات عن العالم الآخر المختلف.
يعالج الكتاب الذي بين أيدينا وضع الدولة العثمانية والدول المجاورة لها، كدول أوروبا وإيران والصفوية، بل وعلاقة العثمانيين بأماكن بعيدة كاليمن والهند، وكذا المحيط الأطلنطي، وكل ما أثر في سياسة وتصورات الدولة العثمانية.
وفي النهاية، نأمل أن يجد القارئ العربي ضالته في هذا الكتاب، الذي صحبتنا المؤلفة عبر صفحاته في سياحة فريدة من نوعها تناولت كافة الأوضاع السياسية والعسكرية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية للعثمانيين حتى أواخر القرن الثامن عشر الميلادي، ورؤية النخبة الحاكمة للآخر، وكيفية إدارة الصراع، بل وكيفية التواصل معه عبر براغماتية تحقق فوائد اقتصادية كبرى للدولة العثمانية.
قيّم هذا الكتاب
هل استخدمت هذا المنتج من قبل؟
لا توجد أي مراجعات بعد