يغلب على النفس البشرية ظاهرة النسيان لأمور الشريعة وذلك لانشغالها بهوى النفس والشيطان، الأمر الذي جعلها تحت ربقة ملذات وشهوات الدنيا الزائلة. ولهذا نجد القرآن الكريم يقف أمام ضد أهم عدوين للإنسان هما النفس والشيطان. وانطلاقاً من هذا المبدأ الأخلاقي محاربة الهوى والشيطان،...
يغلب على النفس البشرية ظاهرة النسيان لأمور الشريعة وذلك لانشغالها بهوى النفس والشيطان، الأمر الذي جعلها تحت ربقة ملذات وشهوات الدنيا الزائلة. ولهذا نجد القرآن الكريم يقف أمام ضد أهم عدوين للإنسان هما النفس والشيطان. وانطلاقاً من هذا المبدأ الأخلاقي محاربة الهوى والشيطان، قام الخروبي بتأليف كتابه المسمى (مزيل اللبس عن آداب وأسرار القواعد الخمس) الذي هو بين يدي القارئ. وأما عن دوافع تأليفه لهذا الكتاب فهو يقول: "والحامل لي على وضع هذا الكتاب أني رأيت أمة المؤمنين عن آداب القواعد الخمس معرضين، وخاصتهم عن أسرارها ومواطن القرب منها ساهين، فرأيت أن أنبه الجميع لذلك توفية لحقوق الأخوة الإيمانية". وتكمن أهمية هذا الكتاب في كونه يمثل المدخل الأساسي لمعرفة أركان عقيدة القرآن التوحيدية التي يحتاج إليها المسلم في سلوكه التعبدي.
وقد قسّم المؤلف كتابه إلى مقدمة وخمسة مباحث وخاتمة، ففي المقدمة تناول الواقع الرئيسي لتأليفه للكتاب. أما فيما يتعلق بالمباحث فنجده قد قسمها إلى خمسة: المبحث الأول: شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله. المبحث الثاني: إقامة الصلاة. المبحث الثالث: إيثاء الزكاة. المبحث الرابع: صوم رمضان. المبحث الخامس: حج بيت الله الحرام لمن استطاع إليه سبيلاً.
والخروبي في عرضه لتلك المبحث نجده يشرح ويحلل، ويوضح الفائدة التي من ورائها، والأهمية التي تجلبها تلك القاعدة للإنسان المسلم. والخروبي هو محمد بن علي الخروبي ولد بعد عام ستة وثمانية وثمانين الهجري بقرية قرقارش إحدى ضواحي مدينة طرابلس اللبيبة غرباً. وتعرف بالجزائر العاصمة بعد الستين وتسعمائة. وبفضل المكانة العلمية التي تألفها بين أقرانه من علماء الجزائر جعلت الدولة العثمانية ترسله باسمها إلى سلطان الدولة السعودية بالمغرب بزعامة أبي عبد الله المهدي وذلك لمناقشة بعض المسائل التي تهمّ الدين.
وهذا الكتاب جزء قائم بذاته من سلسلة من الدراسات والنصوص التي تعنى بالتراث المغربي والأندلسي، الغرض منها تسليط الضوء على إسهامات الغرب الإسلامي في الحضارة العربية الإسلامية بمختلف ألوانها، وتقديم مخطوطات هامة تحقق لأول مرة.