-
/ عربي / USD
علق الأستاذ "مارتن لنكر" في كتابه "ما هو التصوف؟" على هذه الدراسة التي بين يدي القارئ بقوله: كنا نحسب أن أعلام التصوف الإسلامي ينتهون عند عبد الكريم الجيلي حتى جاء كاتب هذه السطور فكشف لنا عن شخصية صوفية تضارع أبا حامد الغزالي، ألا وهي الشيخ أحمد زروق. مضى على تسطير هذا العمل الذي بين يدي القارئ أكثر من ثلاثين عاماً وعلى نشره في نصه الأصلي باللغة الإنكليزية وترجمته العربية ما ينوف عن ربع قرن من الزمان، وقد ازداد الاهتمام خلال هذه المدة بالصوفي الكبير "محتسب العلماء والأولياء"، ومما يبعث على السعادة حقاً أن تؤدي هذه الدراسة غايتها في نفض الغبار عن علم من أعلام الفقه والتصوف الإسلاميين وأن توضح صورته الناصعة باعتباره أحد المسهمين الممتازين والمتميزين في هذين المجالين في المغرب العربي الكبير بصورة خاصة وفي العالم الإسلامي بصورة عامة. وعندما سأل عبد الرحيم منصور، تابع أحمد زروق، شيخه أن يبتني زاوية كما يفعل غيره من شيوخ الصوفية حين يذيع صيتهم ويقصدهم المريدون ويأتي إليهم الأتباع قال الشيخ كلمة مشهورة ممتنعاً عن الاستجابة للطلب "نحن لا تفوح رائحة مسكنا حتى نتسوس تحت التراب".
وقد تحقق هذا القول على مر الأيام حتى صارت "الطريقة الزروقية" من أكثر الطرق انتشاراً خاصة في الطبقات التي نالت حظاً من المعرفة لكون هذه الطريقة تأسست بعد وفاة صاحبها مبنية على عمادين: الشريعة والحقيقة، أي العلم بقواعد الدين وفروعه من جهة واتباع المنهج الروحي من جهة أخرى. ولتنجز هذه الدراسة مهمتها والتي تتمثل الكشف النقاب عن سيرة هذا الصوفي الجليل وعن طريقته الزروفية تم تقسيم الدراسة إلى خمسة فصول يعالج أولها سيرة زروق وترجمة حياته، ويعتني الثاني بأعماله ومؤلفاته، ويهتم الثالث بتأثيره والطريقة التي تحمل اسمه. أما الفصل الرابع فقد عني بمناقشة مذهبه الصوفي، في حين يقيم الخامس الشيخ "زروق الناقد داخل دائرة النصوص.
قيّم هذا الكتاب
هل استخدمت هذا المنتج من قبل؟
لا توجد أي مراجعات بعد