يُبرز هذا الكتاب "عددا من الدراسات والتحقيقات المتصلة بتاريخ هذا الأفق الجغرافي الواسع من ديار العربية والإسلام المسمى الغرب الإسلامي، وتراثه الفكري عبر القرون"، وبالرغم من أنها كتبت في مواضيع متعددة ولأهداف مختلفة، فإن ما يجمعها هو سياق الدراسة في تراث هذا الغرب الإسلامي...

يُبرز هذا الكتاب "عددا من الدراسات والتحقيقات المتصلة بتاريخ هذا الأفق الجغرافي الواسع من ديار العربية والإسلام المسمى الغرب الإسلامي، وتراثه الفكري عبر القرون"، وبالرغم من أنها كتبت في مواضيع متعددة ولأهداف مختلفة، فإن ما يجمعها هو سياق الدراسة في تراث هذا الغرب الإسلامي الذي يشمل "الجزر والأراضي الواقعة في جنوب أوروبا والتي خضعت تاريخيا وسياسيا للحكم الإسلامي، وعمّرها مسلمو الغرب الإسلامي"، كجزيرة أيبرية المعروفة بالأندلس وهي اسبانيا الحالية، وجزر البليار، وجزيرة صقلية وجزيرة مالطا. "إن هذا التراث يمثّل بكشوفاته المتميزة وعطاءاته المتفردة مظهرا من مظاهر التراث العربي والإسلامي، بل الإنساني العالمي، والشامل..".
اعتمد الباحث في دراسته على منهجية عرض الأبحاث والتحقيقات حسب سياقها الزمني ونسقها التاريخي في إطار العصرين الوسيط والحديث. ويبدأ بالبحث الأول بعنوان "الرسائل المزاوجة في النثر المغربي والأندلسي"، ويتناول كتّابا وأدباء قدامى، ثم بالبحث المعنون بـ"التفاعل العقدي والحضاري بين الغرب الإسلامي والسودان الأوسط والغربي"، يليه شرح للقصيدة الشريشية التي نظمها الشيخ تاج الدين البكري الشريشي، وهي نص من نصوص التصوف في الغرب الإسلامي.

في إطار هذا التاريخ المعروف "بالقلق السياسي والاضطراب العسكري، وبالاختلال والتقهقر، بيد أنه شهد إزدهارا في العطاء الفكري والنتاج الأدبي والعلمي"، تناول المؤلف بحثا بعنوان "نظرات في شاعرية مالك بن المرحّل" وهو أديب لغوي عاش خلال ذلك القرن في العدوتين الأندلسية والمغربية، وبحثا آخرا بعنوان "دور طرابلس الغرب في تأصيل الحركة الفكرية على عهد الحفصيين"، ويتخذ عبد الحميد بن أبي الدنيا أنموذجا.

يشتمل الكتاب أيضاً على تحقيق بعض الرسائل النثرية المهمة للأديب الأندلسي الباقعة البليغ محمد لسان الدين ابن الخطيب، والتي تتسم جميعها "بروعة المعاني وجمال المباني".

أما "منهج أبي جمعة الماغوسي في الشرح الأدبي" فهو بحث "تكفّل بالتعريف بهذا العلاّمة المغربي الذي شهد له أعلام المغرب والمشرق على حد سواء، بالتفوّق، وببيان منهجه في الشرح الأدبي من خلال دراسة كتابيه القيّمين: "إيضاح المبهم من لامية العجم"، و"إتحاف ذوي الأرب بشرح لامية العرب".

مجموعة من الفهارس الفنية والمراجع تزيّن خاتمة هذا الكتاب النادر في مجاله وشرحه وتناوله الأدبي والحضاري لمرحلة تاريخية مهمة من تاريخ الحضارة الإسلامية في الغرب.