يعالج هذا الكتاب تكوّن الوعي السياسي والثقافي في بلاد المغرب، وذلك أواخر القرن الثالث الهجري/التاسع الميلادي والقرن الرابع الهجري/العاشر الميلادي، وكذلك يبحث في الاتجاهات السياسية والثقافية، وما هي طبيعة العلاقة بين المشرق والمغرب، على المستوى الثقافي، وما هي أهم مؤسسات...
يعالج هذا الكتاب تكوّن الوعي السياسي والثقافي في بلاد المغرب، وذلك أواخر القرن الثالث الهجري/التاسع الميلادي والقرن الرابع الهجري/العاشر الميلادي، وكذلك يبحث في الاتجاهات السياسية والثقافية، وما هي طبيعة العلاقة بين المشرق والمغرب، على المستوى الثقافي، وما هي أهم مؤسسات البناء الثقافي في ظل الدول التي تعاقبت في هذه الفترة (من الدولة العبيدية في تونس، إلى إمارة بني رستم في تاهرت، إلى إمارة بني مدرار في سجلماسة).
كيف بدأت الدعوات السرية، ما هي أهم العلوم والمعارف التي يتمحور حولها البناء الثقافي؟
كيف انتقل التشيع من الشرق إلى الغرب الإسلامي، مع تعددية اختلاف وجهات النظر، وكيف انقسم الخوارج؟
كيف يتم إعداد الدعاة فكرياً، وأين يتلقون دروسهم، وما هو دور الخلفاء في ذلك؟
إن الكتابة حول تاريخ المغرب العربي في العصر الوسيط-تثير فينا مجموعة من التساؤلات والإشكالات التي تحتاج إلى جمهرة كبيرة من الباحثين لدراسة نتاجات الإنسية العربية في شمال أفريقيا.
وبما أن تاريخ الغرب الإسلامي في العصر الوسيط قد تداخلت فيه الأهواء والفرق والنزاعات والإيديولوجيات وذلك بحكم التعددية والإثنية من عرب ومغاربة وعجم وأخلاط من بقايا البيزنطيين، وتتمثل الفرق والاتجاهات المذهبية في الخوارج (الإباضية-الصفرية) وأرباب الاعتزال، وساد التشيع بتطرفه، وظهر الفقه برجاله من المالكية والأحناف والشافعية.
من خلال هذه البانوراما الفسيفسائية اعتبرت (في نظر البعض) الثقافة العربية الإسلامية أنها قضت على كثير من مظاهر ثقافة المغاربة قبل الإسلام.
فقد تحول المغاربة من ديانة تقوم على تعدد الآلهة إلى الوحدانية، كما بدأت اللغة العربية تأخذ طريقها إلى عقول المغاربة إذ أنه لم يمض وقت طويل حتى أصبحت لغة الحديث، وفي مرحلة لاحقة أصبحت لغة الكتابة والتأليف.
هذا الكتاب مغامرة شاقة لسبر أحوال السياق الثقافي المغاربي في القرن الرابع الهجري-العاشر الميلادي، ويقدم حصيلة معرفية هائلة تطال حياة الأفراد والكتب والأفكار.