تنطلق مجموعة هذه الدراسات من هم التجديد والبحث عنه في ثنايا الخطاب الإسلامي المعاصر، إنها تبدأ في مساءلة التاريخ عن شرعية التجديد وتحاول أن تقدم تصنيفاً معرفياً جديداً يحاول تتبع المعرفي والتاريخي معاً لدراسة التحولات التي مر بها الفكر الإسلامي المعاصر خلال تاريخه...
تنطلق مجموعة هذه الدراسات من هم التجديد والبحث عنه في ثنايا الخطاب الإسلامي المعاصر، إنها تبدأ في مساءلة التاريخ عن شرعية التجديد وتحاول أن تقدم تصنيفاً معرفياً جديداً يحاول تتبع المعرفي والتاريخي معاً لدراسة التحولات التي مر بها الفكر الإسلامي المعاصر خلال تاريخه الحديث، ثم تنطلق الدراسات من سؤال الكونية نفسه لتبحث في مكوناته وإمكانياته عن طريق التفتيش في قيمه الأخلاقية التي يكاد ينحصر الحوار بين الثقافات اليوم في السؤال عن هذه القيم ومدى كونيتها أو عالميتها. وبنفس الوقت تتعرض هذه الدراسات التي كتبت في فترات زمنية متباعدة بعض الشيء لمفاهيم الحداثة السياسية كالديمقراطية والإنسانية وحقوق الإنسان لترى مدى ملاءمتها أو تداخلها في ثنايا الخطاب الإسلامي المعاصر، ثم نبحث في تجليات هذا الخطاب من خلال تجلياته السياسية وكما ظهر في حركات الإسلام السياسي ذات البديات المختلفة والمصائر المتغايرة.
وبنفس الوقت تحاول هذه الدراسات أن تدرس الخطاب الإسلامي المعاصر بطيفه الواسع والمتعدد، فهي تنطلق من مقولة مفادها أن الاختلاف والتعدد إثراء قبل أن يكون صراعاً أو خلافاً، فعندما يستوعب الخطاب الإسلامي المعاصر كل من يمارس البحث في مقولاته ويدرس تجلياته بدءً من أركون وانتهاءً لسيد قطب وما يمر بينهما من مفكرين وباحثين كان الإسلام كتجربة تاريخية أو كدين أو ثقافة مدار بحوثهم ودراستهم فإن ذلك يزيد في رصيد هذا الخطاب ويمنحه فرصة مضاعفة لتدارك هفوته وأخطائه ولذلك فالبحث في الخطاب الإسلامي المعاصر يكون مجحفاً إن أغفل اتجاهاً على حساب آخر أو غيب طرفاً دون آخر.
ومن أجل ذلك فقد جرت دراسة هذا الخطاب وفق نصوصه أو كتبه المتعددة التي يقدمها، يضاف إلى ذلك أن اختلاف الجيل الزمني كما نلحظ واضحاً لعب دوراً في تملك الأدوات ومناهج العلوم الإنسانية والاجتماعية والفلسفية الحديثة بشكل انعكس في بنية هذا الخطاب وفي درسه وتحليله ورؤيته للظواهر التاريخية أو المعاصرة، كما أن الإنتاج الإسلامي الحديث على مستوى الكتب التي تحاول أن تقدم جديداً متميزاً يعد ضئيلاً تماماً إن كان على مستوى حجم المشكلات المعاصرة التي يواجهها العالم العربي والإسلامي أو على مستوى الإرث التاريخي الذي يحتاج التعامل معه إلى أفق ووعي جديد.
لذلك جرى دراسة النصوص أو الكتب التي جهدت وحاولت أن تبحث بشيء من العمق في العوائق التاريخية والمعرفية أو الأزمات السياسية المعاصرة وفق تعامل الوعي الإسلامي معها على مستوى النص القرآني أو الحديثي أو على مستوى إدارة الأزمة بوعي يتحلى بخلفياتها الفلسفية والنظرية.