في هذا الكتاب الذي أراده مؤلفه أن يكون مدخلاً لدراسة المجتمع الإسلامي والدور الاجتماعي للدين من منظور انثر بولوجي يهم المؤلف في إعطاء صورة واضحة عن الإسلام والمسلمين وتصور مجتمعهم تصويراً موضوعياً.يقع الكتاب في اثني عشر فصلاً. في الفصل الأول المعنون بـ "التدفق وإعادة...
في هذا الكتاب الذي أراده مؤلفه أن يكون مدخلاً لدراسة المجتمع الإسلامي والدور الاجتماعي للدين من منظور انثر بولوجي يهم المؤلف في إعطاء صورة واضحة عن الإسلام والمسلمين وتصور مجتمعهم تصويراً موضوعياً.
يقع الكتاب في اثني عشر فصلاً. في الفصل الأول المعنون بـ "التدفق وإعادة التدفق في إيمان الرجال، يقدم المؤلف تصوره النظري إذ يشير المؤلف بذلك إلى نظرية هيوم (في التدفق وإعادة التدفق) والتي يقوم بموجبها إن لمبادئ الدين نوع من التدفق وإعادة التدفق في العقل البشري وإن عند البشر ميلاً فطرياً في الارتفاع من عبادة الأصنام إلى الوجدانية، والانتكاسة من الوحدانية على عبادة الأصنام مرة أخرى.
أما الفصل الثاني (التماسك والهوية: المغرب من ابن خلدون إلى أميل دوركايم، فهو يدور حول موضوع الهوية القومية الوطنية. إذ اعتبر أن ابن خلدون مثله مثل إميل دوركايم، هو أساساً منظر للتماسك الاجتماعية وقضية المحورية.هي: ما الذي يحافظ على تماسك الناس في المجتمع وما الذي يقودهم إلى الارتباط بمجموعة اجتماعية ما، يقبلونها ويلتزمون بمعاييرها ويخضعون مصالحهم الفردية لهم. والفصل الثالث (الأشكال ما بعد التقليدية في الإسلام: الملاعب الخضراء والتجارة، والانتخابات والفول السوداني) يحاول المؤلف أن يتعرف إلى حقيقة التجانس الذي يجعل المجتمعات المسلمة تشابه بعضها، رغم غياب مرجعية مركزية للعقدية والخلاق، وانعدام وكالة أو مؤسسة واضحة يمكنها أن تفرض هذا التجانس.
في الفصل الرابع (فقهاء وأولياء) يرى المؤلف أن تصوف الصوفي الحضري هو بديل لإسلام العلماء الفقهي الذي يتميز بالجفاف والمحافظة. والتصوف الريفي والقبلي عبارة عن إسلام بديل، فمن ناحية يجري البحث عن بديل الإسلام لا يرضي تماماً وفي الحالة الثانية يطلب بديل من الإسلام المديني تكون المصادقة عليه مرغوبة، فهو في شكله الصحيح والحضري، غير متوافر محلياً، أو غير مستخدم في السياق القبلي.
كما يتطرق الفصل الخامس إلى القداسة والطهورية والعلمانية الوطنية في شمال أفريقيا حيث يلحظ المؤلف أن أكثر المؤسسات الاجتماعية المميزة للحياة الدينية في شمال أفريقيا هي الولي، وشخصية الولي. الأولياء يتكاثرون ويشكلون سلالات نسب وأسر حاكمة. وفي الفصل السادس يبحث المؤلف في الأساس الاجتماعي للسلفية الجزائرية. إذ تحمل الجزائر الحديثة وصمات مختلفة للراديكالية، فكفاحها من أجل التحرر الوطني كان استثنائياً في قسوته وشمل عدداً كبيراً وفظيعاً من المآسي والضحايا والتضحيات.
أما في الفصل السابع (البنطال في تونس) يلاحظ المؤلف أن الثقافة السياسية المسلمة التقليدية تظهر في طبيعتين مختلفتين فهناك ما يظن أنه المعيار أو الطبعة/ النسخة المعيارية والتي قد تسمى نوع ابن خلدون، وهناك الشكل العثماني. ويعرض المؤلف في الفصل الثامن لسوسيولوجيا روبرت مونتاي التي عبر عنها في كتابه: البربر والمخزن في جنوب المغرب وهو مقالة عن التحول السياسي للبربر المستقرين (مجموعة الشلوح).
وفي الفصل التاسع (نماذج التمرد في الريف المغربي خلال سنوات الاستقلال الأولى) يلقي المؤلف الضوء على رجال القبائل الذين لغتهم ليست هي لغة الدولة التي يعيشون فيها داخل إطار المجتمع الكبير الذين هم الآن جزء منه. وسيفسر السمات الغربية والمدهشة للانتفاضات القبلية. وفي الفصل العاشر (الصلحاء ونسلهم) يعرض المؤلف لحياة سيدي الحسن اليوسي، وهو ولي مغربي معروف في القرن السابع عشر وكان وسيطا بين القبائل المتطاحنة وبين العالم القبلي والسلطة المركزية.
أما في الفصل الحادي عشر (الأولياء في السوق) يبحث المؤلف في الدور السياسي والاقتصادي للولي والقضية في وسط قبلي فوضوي. وأخيراً يبحث الفصل الثاني عشر (حكام ورجال قبائل) في بعض أنواع الاستمرارية بين القومية الحديثة المناهضة للاستعمار والمقاومة التي واجهها المستعمرون أثناء فترة صعود الإمبريالية الأوروبية.