-
/ عربي / USD
الكلام في التوحيد : جذور المسألة وروافدها وتطور الجدل فيها بين أهم الفرق الإسلامية إلى القرن الخامس الهجري
تبحث هذه الدراسة الفلسفية-الدينية، في مسألة التوحيد التي مثّلت "القاسم المشترك بين الديانات التوحيدية الثلاث اليهودية والمسيحية والإسلام، إذ ارتكزت على نفي الشرك والإقرار بأن الله واحد"، فتغوص في "جذورها وروافدها وتطور الجدل فيها بين أهم الفرق الإسلامية إلى القرن الخامس الهجري". "فالتوحيد في مستوى أول إقرار بأن الله واحد، ويكون هذا الإقرار بحسب تعبير القدماء، بالقلب واللسان، ويتبعه العمل بالجوارح. والتوحيد في مستوى ثان معرفة بهذه الوحدانية"، التي اختلفت الطرق بالنظر إليها، وتباينت بحسب "الملل والنِحَل والفرق والمدارس الكلامية"، والتي تتداخل فيها "العوامل الذاتية والثقافية والسياسية تداخلاً يستعصي في كثير من الأحيان على الحصر والضبط والتحليل الموضوعي".
اعتبارات كثيرة دعت الباحث إلى "توجيه النظر إلى مسألة التوحيد في الإسلام توجيها خاصاً لم ينل ما يستحقه من الاهتمام في الدراسات التي تناولت المسائل الكلامية بوجه عام، وذلك بتعميق الرؤية التاريخية والمقارنية لقضايا التوحيد"، وذلك عن طريق "عدم الاكتفاء في التحليل بالاعتماد على أهم النصوص الكلامية التي اعتبرناها ممثلة لكبار الفرق الإسلامية من المعتزلة والأشعرية والإسماعيلية خصوصاً، وتوسيع النظر ليشمل مقالات المتكلمين في الفترة المبكرة من علم الكلام قبل أن تستقر المذاهب وتتضح الحدود الفاصلة بينها"، كما أن الأمر اقتضى "مقارنة مواقف المتكلمين بمواقف غيرهم من المفكرين في نطاق اليهودية والمسيحية في مسائل التوحيد الأساسية المتّصلة بوجود الله والصفات الآلهية"، كما اقتضى النظر في ظاهرة التوحيد عبر التاريخ انطلاقا من رؤى بعض الدارسين.
بعد المدخل الذي يعّرف بالتوحيد وبالأعلام وبالمدوّنة، تقسم مضامين الكتاب إلى قسمين، يتخذ الأول من البحث التاريخي في مفهوم التوحيد وفي ذهنية متكلميه المضمون الأوسع، لينتقل القسم الثاني إلى البحث في تحليل مسائل التوحيد، وتحليل الأدلة على وجود الله، وفي "مسألة الذات الآلهية في علاقتها بالصفات وبالصفات الآلهية العقلية من القدرة والعلم والحياة والإدراك والإرادة والكلام"، وفي النظر في قضيتين هما "رؤية الله ومسألة الفوقية".
من مزايا هذا العمل "أنه يكشف عن الثغرات الموجودة في علم "الكلام" وبذلك يعبّد الطريق أمام المفكرين الذين لهم هاجس معرفي وإيماني يسعى إلى السمو الروحي ويتأسس في صلب العقيدة الإسلامية الحيّة..". كما أن الباحث الذي قام به وفّق في نهجه بأن "يكون وفيا لمقاصد أصحاب المقالات الكلامية في التوحيد، فلا يشوهها حسب أهوائه، من جهة، وأن يقدّمها من جهة ثانية وفي الآن نفسه بطريقة منهجية مقبولة من القارئ المعاصر".
قيّم هذا الكتاب
هل استخدمت هذا المنتج من قبل؟
لا توجد أي مراجعات بعد