الإمام العلوي أحد العلماء المجتهدين في الديار اليمنية، وقد عرف بالزهد وطهارة اللسان، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، كما كان محباً للعلم، كثير المطالعة والتأليف، وتشهد تصانيفه الكثيرة بثقافته الموسوعية التي تتجاوز علوم الشريعة إلى علوم أخرى مثل المنطق وعلم الكلام،...

الإمام العلوي أحد العلماء المجتهدين في الديار اليمنية، وقد عرف بالزهد وطهارة اللسان، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، كما كان محباً للعلم، كثير المطالعة والتأليف، وتشهد تصانيفه الكثيرة بثقافته الموسوعية التي تتجاوز علوم الشريعة إلى علوم أخرى مثل المنطق وعلم الكلام، وعلوم اللغة العربية، ولا سيما علمي النحو والبلاغة، وهو معروف عند المهتمين بعلوم البلاغة بكتابه "الطراز المتضمن لأسرار البلاغة وعلوم حقائق الإعجاز"، الذي حاول فيه الجمع بين مدرسة السكاكي الكلامية، ومدرسة ابن الأثير الأدبية، كما أولى الإعجاز القرآني عناية خاصة، وقد أثنى العلماء على أسلوبه الجميل، وطريقته الخاصة في دراسة البلاغة، حتى إن العلامة محمد رشيد رضا عد كتابه هذا من أفضل كتب البلاغة بعد كتابي عبد القاهر الجرجاني "دلائل الإعجاز" و"أسرار البلاغة".
وأما كتاب "الإيجاز الذي سعى فيه العلوي إلى اختصار الطراز، فهو كتاب متكامل الأجزاء، أحسن ترتيباً وتبويباً من الطراز، وأقرب مادة ومنهجاً إلى كتب البلاغيين، وفيه عناية واضحة بتهذيب المسائل البلاغية وتيسيرها، ودراسة المصطلحات وتحديدها، وشرح النصوص الأدبية وتحليلها.

ونجد في هذا الكتاب محاولات جادة للعلوي لتقديم درس بلاغي واضح المعالم، يكون أيسر تناولاً من الطراز في معرفة القواعد البلاغية والأسرار المعنوية، وعوناً للدارس على إدراك سر الإعجاز في القرآن الكريم.

ولأهمية هذا الكتاب وقيمته العلمية، فقد عني بدراسته وتحقيقه وضبط نصوصه، وقسمت الدراسة إلى قسمين. القسم الأول: دراسة الكتاب، وقد اشتملت على مبحثين: أولهما: دراسة حياة الإمام العلوي، من حيث اسمه ونسبه، وشخصيته ومكانته العلمية وثناء العلماء عليه، وآثاره العلمية المطبوع منها والمخطوط، كما أشارت بإيجاز إلى عصره وجهوده الدعوية والجهادية، ثم قامت بتحقيق رسالة لطيفة كتبها العلوي إلى أحد أصدقائه في بلاد الشام، وقد تحدث عن أحواله ومصنفاته، والكتب التي اطلع عليها، أو قرأها على شيوخه.

ثانيهما: دراسة كتاب "الإيجاز لأسرار كتاب الطراز في علوم حقائق الإعجاز من العلوم البيانية والأسرار القرآنية" وذلك عبر تحقيق اسم الكتاب وتوثيق نسبته إلى المؤلف، وذكر مصادره، ثم تبيان منهجه، هذا إلى جانب بعضاً من آرائه في البلاغة وإعجاز القرآن.

القسم الثاني: التحقيق، تم توثيق النص وضبطه، وتخريج الشواهد القرآنية والأحاديث النبوية، والأمثال والأقوال المأثورة، وضبط الشواهد الشعرية ونسبتها إلى مصادرها الأصلية، مع شرح الكلمات الغريبة.