"... إن أفكار الرسول صلى الله عليه وسلم التاريخية نشّطت دراسة التاريخ نشاطاً لا مزيد عليه، فقد أصبحت أعمال الأفراد وأحداث الماضي وحوادث كافة شعوب الأرض، أموراً ذات أهمية دينية، كما أن شخصية الرسول صلى الله عليه وسلم كانت خطاً فاصلاً واضحاً في كل مجرى التاريخ، ولم يتخط علم...
"... إن أفكار الرسول صلى الله عليه وسلم التاريخية نشّطت دراسة التاريخ نشاطاً لا مزيد عليه، فقد أصبحت أعمال الأفراد وأحداث الماضي وحوادث كافة شعوب الأرض، أموراً ذات أهمية دينية، كما أن شخصية الرسول صلى الله عليه وسلم كانت خطاً فاصلاً واضحاً في كل مجرى التاريخ، ولم يتخط علم التاريخ الإسلامي المتأخر هذا الخط أبداً.
من الدوافع العملية لدراسة التاريخ توافر المادة التاريخية والقصص التاريخي في القرآن الكريم، مما دفع المفسرين إلى البحث عن معلومات تاريخية لتفسير ما جاء فيه، وقد أصبح الإهتمام بالمادة التاريخية، على مرَّ الزمن، أحد فروع المعرفة المرتبطة بالقرآن الكريم.
وتبقى حقيقة هي أن الرسول نفسه وضع البذور التي نجني منها إهتماماً واسعاً بالتاريخ، وقد نحا المدافعون عن الإسلام فيما بعد نحواً من التعليل لا أساس له في التاريخ، ولكنه كان ملائماً عندما اعتبروا معرفة الرسول صلى الله عليه وسلم بتاريخ الماضي (والمستقبل) كإحدى المعجزات التي تثبت نبوته...". - فرانز روزنتال
"... يرجع إهتمام أوروبا بدراسة اللغة والثقافة العربية إلى أواخر العصور الوسطى، حيث كانت دراسة العلوم العربية من أهم أسباب حركة الإحياء والنهضة الفكرية في أوروبا، وقد قاموا بنشر عدد كبير من كتب التاريخ العربية، وكتب أخرى تتناول جوانب كثيرة من الحضارة العربية، نشراً علمياً دقيقاً، كما اهتموا بجميع المواد الأدبي، والوثائق الأصلية لدراسة التاريخ، ومن نقود وأوراق بردي، فضلاً عن الحفريات التي قاموا بها في عدد كبير من مراكز الحضارة الإسلامية، يضاف إلى ذلك أن المستشرقين بحكم نشوئهم في أوروبا حيث تقدمت دراسة التاريخ بأساليبها وآفاقها كانت لهم نظرة أوسع، فاهتموا بجوانب متعددة من التاريخ الإسلامي وأظهر بعضهم عمقاً في التحليل وإصابة في التعليل، ونضجاً في الأحكام، ولا بدَّ من الإشارة هنا إلى أن المستشرقين ليسوا جميعاً في سوية واحدة في النشاط بالعمل أو في الدقة بالبحث، أو في التجرد من الهوى عند الدراسة، لأن الأعلام منهم قلة".- د. صالح أحمد العلي