يُعدَّ كتابُ "الرَّوض الباسم" لإبنِ الوزيرِ الصَّنعانيِّ من أَهمِّ الكتب القديمة التي دافَعَت عن الحديث النَّبويِّ الشَّريف ورجاله؛ فقد أثنى كثير من علماء السُّنَّة النَّبويَّة الشَّريفة، قُدّمائهِم ومُحدَثيهم، على هذا الكتاب، وأشادوا بمنهج مؤلِّفه وغزارة علمه وبراعة...
يُعدَّ كتابُ "الرَّوض الباسم" لإبنِ الوزيرِ الصَّنعانيِّ من أَهمِّ الكتب القديمة التي دافَعَت عن الحديث النَّبويِّ الشَّريف ورجاله؛ فقد أثنى كثير من علماء السُّنَّة النَّبويَّة الشَّريفة، قُدّمائهِم ومُحدَثيهم، على هذا الكتاب، وأشادوا بمنهج مؤلِّفه وغزارة علمه وبراعة أسلوبه: ذلك بأنَّه من الكتب التي تتولى نُصرة السُّنَّة النبويَّة بمنهج عقلاني يُناسِب أصحابَ الأهواء وأعداء السُّنَّة الذين يُوظِّفون علم الكلام في محاولة النيَّل من الآثار النبويَّة، او من أصحابها الناقلين بها عبر القرون المختلفة، وهو كذلك كتابٌ شاملٌ لأهم المسائل الحديثيَّة التي اختلفت بشأنها المذاهبُ المختلفةُ، وقد حَرَصَ المؤلِّفُ على بيانها وإظهار وجه الصَّواب فيها. وقد طُبعَ الكتابُ عِدَّةَ طبعات لا تخلو من الأَخطاء والنَّقائص، وقد بدا لنا أَنَّ هذا الكتابَ النَّفيسَ يحتاجُ إلى مزيد عناية وتحقيق؛ فاتَّجهّنا إلى تحقيقه من أجل تجنُّب تلك الأخطاء والعُيوب التي وقعَتْ فيها تلك الطَّبعاتث السَّابقةُ وقد اعتمدنا على مخطوطَتين كاملتَينِ نادرتَينِ، إحداهما قريبةٌ من عصر المؤلِّف رحمه الله، وكان ذلك من أهمِّ الأسباب الدّاعية إلى إنجاز هذا العمل.
وقام منهجُنا في التَّحقيق على العناية بالنَّص المُحقَّقِ، من حيث الضَّبطُ والتَّدقيقُ ومقارنةُ النُّسخ المخطوطة والمطبوعة من أَجل إخراجه إخراجاً علمياً مناسباً، فضلاً عن توثيق الآيات القُرآنيَّة والأحاديث النَّبويَّة، ونسبة النُّصوص الشِّعريَّة إلى مصادرها في دواوين الشِّعر وكتب الأدب والتاريخ وغيرها، مع تصدير التَّحقيق بدراسةٍ علميَّةٍ وافيةٍ عن المؤلِّف والكتاب وبيان قيمته العلميَّة.