هذا الكتاب يعتبر موضوع الأطعمة والأشربة من القضايا الحياتيّة للإنسان دائماً وأبداً، وقد اهتمّت به ‏الأعراف والتقاليد والعلوم والثقافات المختلفة، وكان للأديان منه موقف أيضاً.‏

وقد درس الإجتهاد الإسلامي - بمذاهبه المختلفة - هذا الموضوع، في الوقت الذي فرضت القضايا المعاصرة ‏وتطوّرات العلوم في جوانب متعدّدة أسئلة جديدة فيه كذلك.‏

يحاول هذا الكتاب أن يقدّم قراءة مختلفة نسبيّاً عن السائد في مختلف المذاهب الفقهيَّة عند المسلمين، فيناقش ‏في الكثير من الأطعمة والأشربة التي اعتبرت عند العديد من المذاهب محرّمةٌ، كما يحاول معالجة إشكاليّةٍ ‏يعتبرها مفتاحيّة ومهمّة للغاية، وهو التفاوت بين نصّ القرآن والسنّة في سرد المحرّمات، ومحاولة حصر القرآن الكريم هذه المحرّمات بعددٍ قليل جداً نسبة لما هو المحرّم اليوم في الفقه الإسلامي.‏ ‏

وعبر رحلة طويلة من البحث، يتوصّل الكتاب لإعادة النظر في الكثير مما قبل بتحريمه، كما يحاول التوصّل ‏لحل معضلة إختلاف الصورة بين القرآن الكريم والسنّة في موضوع الأطعمة والأشربة، مناقشاً في الكثير ‏من التفاصيل، ومتعرّضاً للعديد من الطروحات الحديثة في هذا المضمار وغيره وتقويمها أو نقدها.‏

إنَّ الكتاب دراسة موسّعة لفقه الأطعمة والأشربة، وقراءة تتطلّب من الباحثين التوقّف عندها بالنظر والنقد ‏والتقويم.‏