-
/ عربي / USD
يشكل هذا الكتاب دراسة في كتاب "الدر المصون" للعلامة أحمد بن يوسف المعروف بالسمين الحلبي، أعد الدراسة الدكتور أحمد محمد الخراط لنيل درجة الدكتوراه من جامعة القاهرة/ قسم النحو والصرف، فوقع اختياره على هذا الكتاب كونه من أهم ما ألَف في كتب تراث النحو القرآني، التي تفتح الباب واسعاً أمام الباحث ليقرأ فيها حوار العلماء عبر القرون الطويلة السالفة وما قالوه في كتاب الله تعالى، فإذا رجعنا إلى مقدمته نجد السمين الحلبي يشير فيه إلى ضرورة فهم معاني كتاب الله وبيان أغراضه "فليس المراد حفظه وسرده من غير تأمل لمعناه ولا تفهم لمقاصده" لذلك كان همَه هو جمع أطراف العلوم (علوم القرآن) من كتب القوم، أي كتب العلماء، فهو يقر بأن عقلية الجمع قد سيطرت عليه منذ البداية، والكتاب بمجمله شاهد على ذلك، فنحن كثيراً ما نقرأ عبارة: "وفيها عشرة أوجه، وفيها عشرة قراءات".
من هنا اعتبر الدكتور الخراط "أن كتب الأعاريب تمثل عصارة علوم العربية فهي قد انطلقت من آيات القرآن الكريم لتصب في هذا المجرى أكثر خلاصة جهودها وصفوة مباحثها في مسائل العربية، وكتاب "الدر المصون" هو في الحقيقة مظهر مهمَ لهذه الجهود التاريخية التي وصلتنا في هذا الحقل...".
لذلك فإن الشيء الهام في هذه العلوم أن الباحث والقارئ لهذا الكتاب يمكن له أن يطلع على آراء العلماء المختلفة في إعراب الآية، وما كان لهم من أقوال فيها، فيجد تحليل مفصل لكلمات القرآن وأصولها وإشتقاقاتها وتطورها وإستعمالاتها، بل أكثر من ذلك سيطلع القارئ في الكتاب على طرائق البحث ومناهجه، ويتعرف على أصول الحوار والمناقشة عند العلماء المسلمين، ولعل هذا نابع من خطة السمين في كتابه، فهو لا يعرض المعلومات عرضاً دون أخذٍ وردَ. وإنما نجده يعلل ويرجح مذهبه، وهو ينشد هذه الغاية بالوقوف على ما يعرضه من الآراء بذهنية العالم الناقد البصير بأسرار العربية، وسر التعبير القرآني وإدراك معانيه.
قيّم هذا الكتاب
هل استخدمت هذا المنتج من قبل؟
لا توجد أي مراجعات بعد