-
/ عربي / USD
لقد أنزل الله تعالى القرآن الكريم على سيّدنا محمد صلى الله عليه وسلم منجَّماً - مفرّقاً - في ثلاث وعشرين سنة، ولم ينزله دفعة واحدة، وذلك لحِكَمٍ كثيرة، نذكر اثنين منها: فالعرب أُمَّة أُميَّة لا تعرف القراءة والكتابة، فكان نزول الآيتين والثلاث يسهّل عليهم قضية الحفظ... يومئذٍ.
والأمر الآخر، أنَّ الله سبحانه وتعالى أراد إنشاء هذه الأُمَّة وفقاً لهذا المنهج العظيم الذي جاء به القرآن الكريم، فكان النزول مفرَّقاً مساعداً لهم على أمر التطبيق، فما تنزل الآيات حتى يكون المسلمون قد أتقنوا العمل بما سبق نزوله من الآيات.
ولما تقدَّم الزمن في قرن التابعين استمرَّ الناس على إهتمامهم بأمر تلاوة القرآن الكريم وحفظه، وبدأ شيء من الفتور في أمر التطبيق؛ الأمر الذي شكَّل ظاهرة لفتت نظر الصحابة وعلماء التابعين إلى خطر هذا الموضوع، فارتفعت أصواتهم بالتنبيه على ضرورة العمل بالقرآن الكريم كضرورة الحفظ...
قال عبد الله بن مسعود رضي الله عنه: "أُنزِلَ القرآنْ عليهم ليعملوا به، فاتخذوا دراسته عملاً، إنَّ أحدهم ليقرآ القرآن من فاتحته إلى خاتمته ما يسقط منه حرفاً، وقد أسقط العمل به".... وقال أبي بن كعب رضي الله عنه: "اتِّخذْ كتابَ الله إماماً، وارضَ به قاضياً وحَكماً".
هكذا كان جيل الصحابة رضي الله عنهم - خير القرون - يتعامل مع القرآن الكريم... إنه رسائل... لذلك فإننا بحاجة ماسة إلى الإقتداء بالصحابة رضي الله عنهم، حتى يكون لقراءة القرآن الكريم أثرها في واقعنا الإجتماعي...
وقد اختار المؤلف عدداً من الرسائل وشرح الآيات الكريمة شرحاً مختصراً معتمداً على تفسيري "ابن كثير" و"الظلال"، ليرجع القارئ الكريم إليه بعد أن يقف أمام الآية محاولاً فهم ما تحمله من معان قبل أن يرجع إلى الشرح.
قيّم هذا الكتاب
هل استخدمت هذا المنتج من قبل؟
لا توجد أي مراجعات بعد