-
/ عربي / USD
في القرآن الكريم كنوزاً ضخمة من الإشارات واللفتات، واللطائف والإيحاءات، والمعاني والحقائق والدلالات. وقد كانت للدكتور "صلاح عبد الفتاح الخالدي" نظرات في أسلوب القرآن، ووقفات أمام آياته ومفرداته، وكان يتحدث عن بعض ما يقف عليه، في المحاضرات الأكاديمية، وفي دروس التفسير العامة، فيعجب بها السامعون، ويزدادون إعجاباً بالقرآن، وحرصاً على العلم، بمعانيه، وتدبر أسلوبه.
وأحب أن يقدم بعض تلك االطائف واللفتات، وأن يعرضها أمام عدد أكبر من محبي القرآن ومدبريه، فكانت هذه الرسالة التي بين يدينا "لطائف قرآنية" حلقة من حلقات مكتبة القرآن التي يقدمها تحت عنوان "من كنوز القرآن"، وقد مهد لهذه اللطائف بتمهيد، تكلم فيه عن تدبر القرآن، وعن مظاهر، البركة فيه، وعن غزارة معانيه بحيث لا يشبع منه العلماء، ولا تنقضي عجائبه.
وأشار في التمهيد إلى أن المعاضرين -ومن بعدهم- قد يجدون من لطائف القرآن وحقائقه ما لم يجده أسلافهم العلماء الأعلام. بعد ذلك قدم خمسين "لطيفة" من لطائف القرآن، وكانت هذه اللطائف مختلفة منوعة. بدأها بأربع لطائف حول القرآن وترتيب سوره: قدم لطيفة من تسمية كلام الله اسمين: قرآن وكتاب. ولطيفة من ذكر كلمة "قرآن" مضافة لما بعدها، ولطيفة من ترتيب السور المفتتحة بالأحرف المقطعة، ولطيفة من ترتيب السور المفتتحة بالتسبيح.
ثم قدم تسع لطائف حول ظواهر تبدو في بعض الحروف القرآنية، وصف الحرف القرآني بصفة أدركها من معناه وإيحائه. تكلم عن: واوا الثمانية، لام الخلاص، لام التبليغ، هاء الرفعة، هاء الخوض، تاء الخفة، ألف العزة، باء الذلة.
ثم انتقل لكلمات قرآنية، متقاربة في الشكل والصياغة والتركيب والمعنى، ونظر في سياقها القرآني نظرات نحوية بلاغية ذوقية، وأراد بيان فروق بينها، فقد لطائف سجّل فيها تلك الفروق التي لا حظها، ثم عرض لإحدى وعشرين لطيفة حول آيات القرآن، منها ما يتعلق بظاهرة، ومنها ما يتعلق بسياق أو منها ما يتعلق بمصطلح، ومنها ما يتعلق بحقيقة أو قاعدة أو دلالة، أو غير ذلك. وخصص اللطيفة الخمسين لجولة سريعة مع مصطلح "النعمة" في السياق القرآني، لاحظ فيه فروقاً بين اشتقاقات وتعريفات هذا المصطلح، وقد عدة لطائف من ذلك السياق.
قيّم هذا الكتاب
هل استخدمت هذا المنتج من قبل؟
لا توجد أي مراجعات بعد