-
/ عربي / USD
إن كتاب الله العزيز، وسنة رسوله الكريم هما مصدر شريعة الإسلام ومنهجها الحكيم، وفقهها العظيم، وأحكامها القويمة التي بإتباعها صلاح الدنيا والدين، وبقدر حظ المسلم من حسن فهم نصوصهما تكون قوة إستنارته في تفهم الشريعة ومعرفة أحكامها وحكمتها، وحسن تطبيقها بما يتفق مع مقاصد الشريعة وغرض الشارع.
وإن حسن فهم أحاديث الرسول الذي أوتي جوامع الكلم وفصل الخطاب يحتاج إلى ثلاث أدوات لا بد منها جميعاً، وهي: 1-التعمق في اللغة العربية ومعرفة أساليبها البيانية، لانها هي لغة الكتاب والسنة، 2-العقل، لأنه هو الميزان الذي ربط الله به التكليف، وعلى قدر سلامته يحاسب المكلفين، التمكن من فقه الشريعة الذي به يعرف العالم مقاصدها، ويقيس الأمور بأشباهها، ويعرف محامل النصوص، ويميّز بين الوسائل والغايات في أحكام الشريعة، ويدرك فقه الأولويات.
وإن الإنسان غير معصوم في فهمه وإجتهاده ولو كان في أعلى مقام من العلم بين أهل زمانه، وهذا ما سمات إنسانيته، ولا عبرة في ذلك لكونه سابقاً أو لاحقاً، وكونه من الأقدمين أو من المحدثين العصريين، ما دام يتمتع بتلك الأدوات الثلاث لحسن الفهم، وحظه متوافر من تقوى الله تعالى والإخلاص له.
ولهذا كله، وجد الكاتب بعض مفاهيم في الشريعة قد شاعت واستقرت في أفهام العلماء من السلف والخلف، بُنيت على فهم إجتهادي لبعض الأحاديث النبوية الصحيحة الثبوت، ودلت المشكلات التي نشأت عن ذلك الفهم أنه في حاجة إلى إعادة النظر في ضوء تلك الأدوات الثلاث التي أشرت إليها، ولم تكن تلك المشكلات في أصل النص، بل في الفهم الإجتهادي الذي فهم به الحديث النبوي، ودلت نتائج التطبيق على أن ذلك الفهم لم يكن دقيقاً وصواباً، وأن نص الحديث لو فهم بصورة أخرى تتفق مع دقة تعبيره لا نسجم مع مقاصد الشريعة، وزال منه كل إشكال.
ولهذا جمع أمثلة متعددة لهذا النوع من المفاهيم الشرعية التي تبنتها بعض الإجتهادات الفقهية دون إنتباه إلى المشكلة التي تنشأ عنها، فكانت في حاجة إلى إعادة النظر في فهم سندها من الحديث النبوي، فعرضها في هذا الكتيب خدمةً للعلم وأهله.
قيّم هذا الكتاب
هل استخدمت هذا المنتج من قبل؟
لا توجد أي مراجعات بعد