إن الإيمان بوجود الربّ الخالق الذي له العبادة وحْدَهُ، والذي يستعان به وحده، ويُخشى عقابه ويُرجى ثوابه على كلّ الأعمال الظاهرة والباطنة، ضرورة مُلحّةٌ في كيان الإنسان، وهو الذي يحلّ به الإنسان كلّ عقدة في حياته، وهو الذي يجيب به الإنسان على كبريات الأسئلة التي تلحّ عليه بإستمرار، إذْ يتساءل عن مبدئه، وعن سبب وجوده في هذه الحياة، وعن الغاية منه، وعن المصير الذي هو صائر إليه.
من هنا، جاء هذا الكتاب ليقدم البراهين والأدلة الإيمانية لتساعد المسلم في معرفة دينه والتقرب إلى الله تعالى، وقد تم تقسيم الكتاب إلى ثلاثة أبواب، الباب الأول منه أمرين: الأول: طريقة القرآن الكريم في إثبات العقيدة بالله تعالى، القائمة على الأسس الفكرية، وعلى دراسة كتاب الكون، للتعرّف من خلاله على آثار صفات الخالق البارئ فيه، الثاني: عرض الإلحاد وأوهام الملحدين، مع كشف زيوفهم الفكرية، وخرافاتهم.

وساق في الباب الثاني أدلة كلية مع أمثلة منها، وشهادات من علماء الكون حولها، وهي خمسة عشر دليلاً، وتضمن الباب الثالث آيات تفصيليّة من آيات الله تعالى في الكون، وقد عرضتها في سبعة فصول.