في كتابه "عقيدة المسلم" يقدم الشيخ محمد الغزالي أحمد مرسي السقا، الأصول العلمية لعقيدة المسلم، في نسق يخالفُ ما ألف الناس قراءته من هذه الأصول من ثقافتنا الدينية، راصداً ما اكتنف جوانب التاريخ الإسلامي من أحداث، سائراً في هدي كتاب الله تعالى وسُّنة رسوله، ومُسلطاً الضوء على معظم ما جاء في كتب العلماء من بحوث حول العقيدة، بما فيها العلم الموسوم بــ (علم الكلام) أو (علم التوحيد)، وكافة المسائل التي خاض فيها العلماء، والمجادلات التي دارت بينهم، والنتائج التي تمخضت عن مناظراتهم، وأثر ذلك في إيمان العامة والخاصة.
وكل هذا الجهد يأتي من أجل بيان ما يعبر عنه بالعقيدة "أن الإسلام في تكوينه للعقيدة يخاطبُ القلب والعقل، ويستثير العاطفة والفكر، ويوقظ الإنفعالات النفسية مع إيقاظه للقوى الذهنية... وقد حاولت في أثناء الكتابة عن عقيدة المسلم أن أرطب جفاف التفكير العقلي برشحاتٍ من المشاعر الحيَّة، ولم أتكلف لذلك، إلا أن جعل نصوص الكتاب والسُّنة نصب عينيَّ".

يتألف الكتاب من تسعة فصول تحيط بجميع جوانب العقيدة بدءاً من الحقيقة الأولى "الله جل جلاله" وأدلة وجوده جل وعلا، مروراً بــ "الكمال الأعلى"، الذي لا يكون إلا في الله تعالى من حيث القدرة والإرادة والحمة والسمع والبصر، وكل ما يتصل بالإيمان بوحدانية الله عزّ وجلّ (إخلاص التوحيد) لله جلّ جلاله، ومسائل أخرى حول رؤية الله تعالى في الآخرة، وحقيقة الإعجاز، والفرق بين النبوة والفلسفة والوحي والعصمة والمعجزة، وما وراء الحياة الدنيا، وعالم البرزخ، وأشراط الساعة، والبعث والجزاء، وحول شفاعة النبي صلى الله عليه وسلم، والرد على منكر والبعث ودحض مزاعمهم.