هذا الكتاب تحدث فيه المؤلف عن أركان الإسلام الأربعة: الصلاة والزكاة، والصوم، والحج، عن وضعها السماوي، وحقيقتها الشرعية، وتشريعها في الإسلام، ومكانتها في الدين، وفي الحياة الفردية والاجتماعية، وعن مقاصدها وأسرارها كما قررها الكتاب والسنة، وفهمها المسلمون في القرون المشهود لها بالخير والمتمسكون بالباب الدين.
وقد درس -زمن تأليفه- القرآن الكريم من جديد، ومصادر السنة ودواوينها الصحيحة، وما كتب في موضوع هذه الأركان، وشرحها وتفسيرها، وبيان مقاصدها وأسرارها، وعني بصفة خاصة بكتابات الأئمة لفهم مقاصد الإسلام وروحه، والوصول إلى أعماقه، في غير تفريط وإفراط، وتكلف وإغراق، ووقفوا لبيان مقاصد الشريعة الإسلامية وأسرار التنزيل وحكم التشريع، كما أرادها الشرع.

فبدأ بالكتاب والسنة وما ورد عن هذه الأركان، وعن روحها وحقيقتها ومقاصدها وآدابها، في القرآن والحديث، وأردف ذلك بما جاء في كتب هؤلاء الأئمة في تفسيرها وتفصيلها، وتوجيهها وتعليمها، فجاء تفصيلاً للمجمل، وتبسيطاً للموجز، ولم يمنعه الحياة والشعور بالنقص. من فهم بعض مقاصد هذه الأركان الجليلة، والكشف عن بعض جوانبها ومطاويها، وصلتها بالحياة، وفضها لكثير من المعضلات والمشكلات ولم يتوقف من نقل بعض أقوال العلماء المعاصرين، وذلك كله في أسلوب علمي أدبي عصري.

وبدا له، بعد ذلك أن يدرس هذه العبادات -وهي العبادات التي تلتقي عليها جميع الديانات التي كانت لها أي صلة بالسماء في عهد من العهود- في الديانات الأخرى، وهي التي لا يزال أوضاع هذه العبادات ومناهجها وفلسفتها وأحكامها في هذه الديانات، وبين أوضاعها ومناهجها وفلسفتها وأحكامها في الدين الإسلامي، والشريعة الإسلامية، وأن يعتمد في ذلك على مصادر هذه الديانات الأصلية الموثوق بها عند أهلها، كما اعتمد في الحديث عن أركان الإسلام الأربعة وعرضها وتفسيرها على القرآن والحديث غالباً، وعلى كتب أئمة الإسلام نادراً.