السؤال الذي يدور حوله الكتاب (بناء الانسان والمجتمع) هو كيف يمكن بناء إنسان متوازن، فاعل في مجتمعنا العربي المسلم؛ الجواب نجده في القرآن الكريم وعمل النبي (ص) فهما اللذان صاغا للبشرية دستوراً يصنع الحياة ويضع الإنسان على الطريق الصحيح الذي لا يضل بعده أبداً. في هذا الكتاب مباحث خمسة تندرج في سياق واحد، وتنصب على غاية واحدة؛ هي بناء الإنسان في نفسه وفكره وجسمه، ومن ثم بناء مجتمع متميز متفوق.

وكل واحد من هذه الأبعاد الإنسانية الثلاثة له خصائصه ومكوناته، وله مسالكه ومناهجه في البناء والترقية والتزكية، ولكل واحد منها سعاداته وعذاباته وآلامه؛ فسعادة النفس والروح في صفاتها وارتفاعها واطمئنانها، وسعادة العقل في استقراره وإبداعه، وسعادة الجسد في نمائه وسلامته من الأمراض والعلل ..

وهذا يقود إلى الحديث عن الجانبين الروحي والمادي لأن الإسلام دينا متكاملا يراعى جميع متطلبات الإنسان ولا يولي أهمية لجانب على حساب جانب آخر في الحياة. وهذا هو التوازن بعينه الذي أراد المؤلف الحديث عنه يقول: “…

إن حاجة البشرية اليوم، وبعد تجربة مريرة استمرت أكثر من قرنين من الزمان، وتجارب أخرى غائرة في أعماق التاريخ تحتاج إلى إنسان متألق بروحه، مبدع بفكره، قوي بجسده، إنه الإنسان الصالح المصلح .. ومجتمع آمن متوازن، لا يكون فيه فقير معدم، ولا غني متحكم، ولا غشوم متسلط متجهم .. إنه مجتمع الأمن والأمان والتواصل البناء والإحسان .. وهذه الأبحاث قد وضعت هذه القضية محور التأمل والدرس والتفكير والتهدي …”.