-
/ عربي / USD
"واتقوا الله، وأعلموا أنكم ملقوه، وبشّر المؤمنين".
في هذه الآية معنى يشيع في القرآن كله: تقوى الله، والإعداد ليوم اللقاء، وانتظار بشريات سارة بعد دنيا لم تخل من الكدر والقلق.
هذا المعنى الشريف يصحح للإنسان هدفه، ويضبط خطاه، ويقيه الزيغ والعثار.
وقد كان أئمة التربية عندنا يعتمدون عليه وحده عندما يعجزون عن إصلاح الأوضاع السياسية والاقتصادية، لا لأنه يغني عن سلامتها، بل لأنه يخفف من ضرّها، ويقلل من خللها.
ونحت ننشد إقامة الشرائع التي تقينا السيئات وترهب المجرمين، ولكننا قبل ذلك نقيم العقائد التي تربط الناس بالله عز وجل، وتجعل تعاملهم معه وخوفهم منه وأملهم فيه.
إن كثرة الحديث عن الآخرة والجنة والنار لم يكن من قبيل اللغو، وكثرة الحديث عن التقوى وما تورثه في القلب من استقرار وما تلقيه في الطريق من نور ليس من قبيل الخيال.
لقد استيقنت أنه لا يقتل الغرور والشره، وحب النفس وحب الظهور، والمكاثرة بالمال والجاه، إلا الإيمان الحي والتعلق الشديد بما عند الله تبارك وتعالى.
لقد رأيت من طغى عندما حكم، ومن عشّ عندما تعامل، ومن استكبر عندما استغنى، ومن أفسد أسرته وأمته عندما تمهد له الطريق،
وتأملت الدوافع إلى هذا كله فلم ار إلا قلوباً خالية من الله جل وعز، بعيدة عن الشعور بعظمته ورقابته، وإن همهمت بكلمات محفوظة عن الدين والوحي.
ونحن في هذا المنهج نسير، وبمواريث النبوة نستهدي.
إنني عندما أكتب أقسم مشاعري وأفكاري قسمين: قسماً يتعرف الواقع الإسلامي بدقة، أعني أحول أمتنا ما ظهر منها وما بطن، وآخر يتلمس من توجيهات الإسلام ما يشفي السقام ويدعم الكيان.
وفي تعرفي على أحوال أمتنا أميز الأمراض الموروثة عن الوافدة حتى لا أضلّ العلاج، ولا أسمع للأعراض المتشابهة أن تخدعني عن جراثيمها المختلفة.
وفلي تلمسي للأدوية أفرق بين الإسلام من مصادره المعصومة وبين تاريخه المتفاوت بين مدّ وجزر، سواء كان هذا التاريخ سياسياً أو ثقافياً.
قيّم هذا الكتاب
هل استخدمت هذا المنتج من قبل؟
لا توجد أي مراجعات بعد