-
/ عربي / USD
من أخص خصائص العقيدة الإسلامية أنها تبعث في روح المؤمن بها إحساس العزّة من غير كبر، وروح الثقة في غير كبر، وروح الثقة في غير إغترار، وشعور الإطمئنان من غير تواكل، وأنها تشعر المسلمين بالتبعة الإنسانية الملقاة على كواهلهم، تبعة الوصاية على هذه البشرية في مشارق الأرض ومغاربها، وهدايتها إلى الدين القيم، والطريق السوي، وإخراجها من الظلمات إلى النور بما آتاهم الله من نور الهوى والفرقان.
وكتاب العالم أبو الحسن الندوي هذا يثير في نفس قارئه هذه المعاني كلها، وينفث في روعه تلك الخصائص جميعها، ولكنه لا يعتمد في هذا على مجرد الإستثارة الوجدانية أو العصبية الدينية، بل يتخذ الحقائق الموضوعية أداته، فيعرضها على النظر والحسّ والعقل والوجدان جميعاً، ويعرض الوقائع التاريخية والملابسات الحاضرة عرضاً عادلاً مستنيراً، ويتحاكم في القضية التي يعرضها كاملة إلى الحق والواقع والمنطق والضمير، فتبدو كلها متساندة في صفه وفي صف قضيته، بلا تمحل ولا إعتساف في مقدمة أو نتيجة، وتلك مزية الكتاب الأولى، يبدأ فيرسم صورة صغيرة سريعة ولكنها واضحة، لهذا العالم قبل أن تشرق عليه أنوار الإسلام الأولى... يرسم الصورة لهذا العالم شرقاً وغرباً وشمالاً وجنوباً، من الهند والصين إلى فارس والروم، صورة المجتمع وصورة الضمير في هذه الدنيا العريضة، في الجماعات التي تظلها الديانات السماوية، كاليهودية والمسيحية، والتي تظلها الديانات الوثنية، كالهندوكية والبوذية والزراوشنية... وما إليها...
قيّم هذا الكتاب
هل استخدمت هذا المنتج من قبل؟
لا توجد أي مراجعات بعد