-
/ عربي / USD
لم تحفظ سيرة إنسان قط على وجه الأرض عبر القرون المتطاولة والأحقاب المتتابعة مثل ما حفظت سيرة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، وهذا وجه من أوجه حفظ الله تعالى لهذا الدين. وكتاب الله تعالى هو النور المبين، والهدي القويم، والصراط المستقيم والسنة النبوية والسيرة الشريفة هي تبيان القرآن المفسرة له الموضحة لمعانيه، وهي بمثابة التطبيق العملي للقرآن، لذا حفظت السنة والسيرة تبعاً لحفظ الله القرآن العظيم ليتحقق الإقتداء به صلى الله عليه وسلم.
ومصادر السيرة النبوية الشريفة هي: 1) القرآن العظيم: وهو المصدر الأول والأجل. 2) كتب السنة النبوية: وهي أقواله، وأفعاله، وتقريراته. 3) كتب السيرة النبوية الشريفة التي بنيت على اصل التسلسل الروائي، وأقدامها مما وصلنا: المغازي للواقدي المتوفى سنة (207هـ) والسيرة النبوية لابن هشام المتوفى سنة (218هـ).
وقد جمعت من جل هذه المصادر مادة هذا الكتيب، لاسيما القرآن العظيم الذي هو المصدر الأول للسيرة الشريفة ومرتكز العلوم الشرعية، وما جمعته ما هو إلا غيض من فيض وقطرة من بحر زخار، ولازالت سيرة النبي صلى الله عليه وسلم مادة علمية ثرة للدراسات التي تستجلي منها مختلف جوانب الحياة الاجتماعية والثقافية والاقتصادية والسياسية والفكرية والنفسية وغيرها.
وحرصت في كتابي هذا على عزو النصوص إلى مصادرها، وتحري الدقة في النقل مع إيضاح جوانب من الدروس المستقاة من السيرة في مختلف مسالك الحياة ليكون ذلك صالحاً صيباً نافعاً، وجعلت الدروس المستقاة من السيرة العطرة مختصرة مقتضبة قليلة العبارة، وتوخيت من وراء ذلك أن ينتفع به العامل في معمله، والسائق في سيارته، والمسافر في ساعات استرواحه، والطالب في مطالعاته، وربة البيت في بيتها وبين أولادها... فتوخيت أن تكون هذه الدروس بعبارات واضحة وجمل موجزة بحيث لا يزيد كل درس عن ثمانية عشر سطر تصلح كدروس يومية أو قصة يذكرها الأبوان لأولادهما كل أسبوع.. وهكذا لأن جل الناس في عصرنا أصبحوا يميلون إلى المختصرات، ولا يردون المطولات.
قيّم هذا الكتاب
هل استخدمت هذا المنتج من قبل؟
لا توجد أي مراجعات بعد