يعد السيد الأستاذ "أبا الحسن الندوي" واحد من كتاب المسلمين ومفكريهم في هذا الزمان، وقد وهبه الله الفهم الكبير والنظر العميق والرأي السديد، ووهبه أيضاً البيان المشرق والقلم المطاوع والعاطقة المتأججة، واتجه بكل هذه المواهب يخدم الإسلام، الإسلام، ويهيب بالمسلمين أني عودوا...
يعد السيد الأستاذ "أبا الحسن الندوي" واحد من كتاب المسلمين ومفكريهم في هذا الزمان، وقد وهبه الله الفهم الكبير والنظر العميق والرأي السديد، ووهبه أيضاً البيان المشرق والقلم المطاوع والعاطقة المتأججة، واتجه بكل هذه المواهب يخدم الإسلام، الإسلام، ويهيب بالمسلمين أني عودوا لدينهم ليرضوا ربهم ويستعيدوا مجدهم. وكتب في هذا المجال كثيراً من الكتب النافعة والمقالات القيمة، وكان أبرز ما كتب كتابه القيم "ماذا خسر العالم بانحطاط المسلمين"، وذلك الكتاب الذي كان من أنفع ما أخرج للناس في هذا الزمان من كتب، والذي جعل همه فيه أن يرد إلى المسلمين إيمانهم بأنفسهم ورسالتهم التي حملهم الله إياها، وثقفتهم بماضيهم، ورجاءهم في مستقبلهم.
وفي هذه الرسالة التي نقدمها للمسلمين "المد والجزر في تاريخ الإسلام" من الرسائل الصغير النافعة القيمة، التي خطتها يراعة ذلك الكاتب المفضال والداعلية الكبير. وهي رسالة تحدث فيها بإيجاز عن حال العرب قبل الإسلام وشهادة الناس بهم في ذلك الزمان، ثم بين التغير الكبير الذي جرى لأمة انطلقت تحمل رسالتها لأهل الأرض، وتدعو الناس إليها، وتحطم من بين ظهراني البشرية صروح الظلم والبغي.
ثم تحدث المؤلف عن اللغز المدهش الذي كان ولا يزال يحير الباحثين. هذا اللغز هو ذلك الفتح الإسلامي الكبير السريع، وإسقاط ممالك الظلم ونقل الناس من عبادة العباد إلى عبادة الله، ومن جور الأديان إلى عدل افسلام، واستشهد بأقوال عدد من المؤرخين والباحثين ممن أبدوا دهشتهم من ذلك، وختم هذه النقطة من بحثه بنظرة تحليلية علمية في هذا اللغز، مبيناً أن سره هو الإيمان الذي أكرم الله به هذه الأمة، والذي كان ولا يزال المنبع الحقيقي لقوتها، واستشهد هنا بأقوال عدد من عقلاء الناس ممن فطنوا لهذا السر في قوة العرب. وبعدها تحدث المؤلف بحسرة ومرارة عما جرى لهذه الأمة حين نسيت دينها، وبين أحوالها السيئة في القرون الأخيرة، ووصف جيل المسلمين منذ مطلع القرن الرابع عشر الهجري.
وأظهر المؤلف الجليل كيف ظهر أثر هذا الجيل السيء في أمتنا في شر مظهر له في فلسطين، التي كانت نكبتها فضيحة للأمة في هذا القرن الرابع عشر الهجري.