-
/ عربي / USD
لعله من أهم خصائص الأمة التي تثق بمنهجها وتاريخيها ورجالها، أنها تجد السير في تقويم مرحلتها الراهنة، لترتب أوراقها، وتطمئن على تسديد نظرتها، وحري بأمتنا الإسلامية-إذ كنا نعتقد أنها من بين تلك الأمم، بله أن تكون أولها منها- أن تقوم بهذا التقويم والترتيب والتسديد.
عدونا جاد في حربه، وقد صنف معاوله وطرق هدمه إلى أصناف، فقد يسعى في أن يغتال شعباً كاملاً من شعوبنا، كما يصنع الآن في أندونيسية وذلك في اقتحام تنصيري مباشر، وتتوقع دوائره أن تربح الجولة بعد سنوات، وقد يشوه كثيراً من معالم شرعنا ونقاء سيرة نبينا صلى الله عليه وسلم، كما تصنع دوائر الاستشراق، التي رتبت طاقاتها لذلك، وقد يصل إلى بيوتنا ليلقن أولادنا وأجيالنا دروساً في أخلاقه، وطرائق تعامله مع المحيط، ليحذوا حذوه، وهو ماض في هذا الطريق ليحكم فكر العالم عن طريق إعلامه الوارد إلينا عن طريق الأقمار الصناعية، التي يدرس (تقنيتها) الآن.
فإذا كان العالم الآخر غير الإسلامي في مثل هذا التخطيط الجاد في تصدير فكره وأخلاقه، وفي حربه وتشويهه، وفي اغتياله للشعوب الإسلامية، فماذا أعددنا نحن؟ وكيف نحافظ على ناشئتنا وأجيالنا أن يذوبوا في تزيينه لطريق الهاوية، ومن هنا فإن حديثي في السطور التالية لم يتوجه إلى بلد محدد، أو جماعة معينة، وإنما يخاطب كل مرب وغيور على أبناء الأمة الإسلامية واستقامة مسارها، ودعم الوسائل التي تعتمد عليها دعوتها، وذلك على مستوى العالم الإسلامي الذي يمتلك الإمكانات الواسعة، ولكنه بحاجة إلى التوجيه الصحيح، كما أنني أخاطب كل داعية يحس أن عليه مسؤولية التبليغ والترشيد القويم، فكيف يمضي هذا الداعية في مباشرة مسؤوليته؟
قيّم هذا الكتاب
هل استخدمت هذا المنتج من قبل؟
لا توجد أي مراجعات بعد