لما كانت قد عايشت بعض ظواهر وأعراض المرض في محاورات ومناقشات مع بعض الشباب، وأزعجني أني لمست لدى بعض الشباب تخاذلاً وتخوفاً من الوقوف مواقف تنصر الإسلام، بل وجدت لدى البعض يأساً من ظهور الإسلام وتمكين المسلمين، ولمست أن ذلك راجع إلى أمرين.
الأول: أن المسلمين قليلون، وأنهم ضعفاء متفرقون، ولا حول ولا قوة لهم.

الثاني: أن الكفار كثيرون، وأنهم أقوياء، وبأيديهم أزمة الأمور، وأن كثيراً من الحكومات الإسلامية أصبح حكامها جنوداً مطيعين للكافرين، حتى إن بعضهم لينفذ لهم في المسلمين ما يريدون، ويحاربونهم كما يشتهون.

فأردت لهذا أن أتناول قضية قلة المسلمين، وكثرة الكافرين، مبيناً شواهد انتصار المسلمين مع قلتهم واندحار الكافرين مع كثرتهم وعددهم.

وقد جمعت نبذاً مؤيدة بالأدلة العلمية والوقائع التاريخية ورتبتها على شكل حقائق تكرر حصولها، وثبت صدقها، ولا بد من اعتمادها لتحقيق النصر والتمكين.