-
/ عربي / USD
إن تخلف المسلمين هو معضلة المعضلات، التي وقف أمامها العلماء والمفكرون، يقلبون فيها وجوه النظر، فمنهم من نظر إلى جانب وأغفل جانباً، فجاء حله ناقصاً. ومنهم من نظر نظرة شمولية كالأمير شكيب رحمه الله في كتابه هذا فجاء الجواب أدنى إلى الحقيقية. ورصد مظاهر التخلف الداخلية والخارجية وعدم إغفال أي منها هو الخطوة الأولى لمعرفة الأسباب التي أدت إلى هذا الواقع المزري الذي تعيشه الأمة من المحيط إلى المحيط.
والأمير شكيب بما عرف عنه من العلم الواسع، والتجربة العميقة المتميزة، والاهتمام الصادق بشؤون الأمة المسلمة، والمتابعة الحثيثة لمشكلاتها وأحوالها هو أحرى من يتصدى لبيان سبب تخلف المسلمين وتقدم غيرهم. لقد تحدث الأمير عن مظاهر التخلف وأسبابه، فذكر منها الجهل والتقليد والبخل والخوف من المغامرة، وبين أن ذلك يورث في الأمة الوهن، الذي هو حب الدعة والكسل والتواني والنظرة الجامدة. كما تحدث الأمير عن الفساد الذي هو السبب الأكبر للتخلف، وخاصة فساد الأمراء والعلماء، وما يجره على الأمة من بلاء.
وخص الأمير أذناب الغرب ودعاة الفرنجة بالحديث الطويل ففند شبهاتهم التي يريدون من خلالها عزل الإسلام -الذي هو عصب الأمة الذي يحركها-عن الحياة، ورد على دعاة التثبيط، الذين يشككون الأمة في قدراتها، ويسلبونها ثقتها بنفسها، ويزرعون الفشل والشك في قلوب أبنائها، وأنهم أعجز من أن يصنعوا شيئاً ذا بال.
والكتاب بما تضمنه من نظرات ثاقبة وآراء حصيفة لا يزال يمثل ورقة عمل يمكن الانطلاق منها إلى درس ملف التخلف الذي يزداد كل يوم تعقيداً، ويحتاج لجهود قد لا يطيقها فرد مهما أوتي من علم وخبرة، ولا بد أن تنهض به مؤسسات إسلامية متخصصة.
ولأهمية هذا الكتاب فقد اعتنى حسن السماحي سويدان بإعادة النظر به فاهتم أولاً: بوضع علامات الترقيم، وضبط ما يحتاج لضبط، ثم اعتنى بإدراج ترجمة موجزة للمؤلف وبإلحاقه بفصل تضمن الكلمات المأثورة للأمير الواردة في هذا النص.
قيّم هذا الكتاب
هل استخدمت هذا المنتج من قبل؟
لا توجد أي مراجعات بعد