دراسة حروف المعاني جانب بارز من جوانب النحو العربي، انكب عليه النحاة العرب بالدرس والتفصيل، فشهد مناقشات غزيرة بينهم، وكشف عن مسائل خلاف واسعة النطاق، وكتابنا هو محاولة جادة لدراسة حروف المعاني وما تكون عليه في كلام العرب.والمؤلف في خطبته يشير إلى أهمية الحروف فهي "أكثر...
دراسة حروف المعاني جانب بارز من جوانب النحو العربي، انكب عليه النحاة العرب بالدرس والتفصيل، فشهد مناقشات غزيرة بينهم، وكشف عن مسائل خلاف واسعة النطاق، وكتابنا هو محاولة جادة لدراسة حروف المعاني وما تكون عليه في كلام العرب. والمؤلف في خطبته يشير إلى أهمية الحروف فهي "أكثر دوراً، ومعاني معظمها أشد غوراً، و تركيب أكثر الكلام عليها، ورجوعه في فوائده إليها". ثم يشير إلى جهود العلماء للتأليف في هذا الباب فيقول: "فوجدت منهم من أغفل بعضها وأهمل، ومن تسامح في الشرح وتسهل، ومن اختصر منها وأسهب، ومن ركب البسيط وبسط المركب ومن شتت ألفاظها وعدد، وأطال الكلام لغير فائدة وردد". ونستطيع أن نخرج من هذا إلى أن هناك تراثاً ضخماً كان أمام المؤلف حين نوى التأليفي في هذا الباب، ويبدو أن ذلك التراث كان ينقصه الرجل الذي يفيد منه، فيجمع قواعد مل أداة في باب خاص، وما تقع عليه في كلام العرب، وما تردد حولها من مناقشات وآراء، ولسنا مغالين أو بعيدين عن الحكم العلمي إذا قلنا إن المالقي كان هذا الرجل في مصنفه الذي بين أيدينا وأعني به "رصف المباني في شرح حروف المعاني".