بمنهج عالم الطبيعيات في التحليل والتعليل والملاحظة والإستنتاج، وبمقدره أستاذ الكيمياء على تحليل المركب إلى عناصره؛ كتب "د. راشد المبارك" - أستاذ كيمياء الكم سابقاً بجامعة الملك سعود - هذه الدراسة عن شعر نزار؛ ومع أنه قد كُتب مئات المقالات وعديد من الدراسات عن نزار وشعره، فإن...
بمنهج عالم الطبيعيات في التحليل والتعليل والملاحظة والإستنتاج، وبمقدره أستاذ الكيمياء على تحليل المركب إلى عناصره؛ كتب "د. راشد المبارك" - أستاذ كيمياء الكم سابقاً بجامعة الملك سعود - هذه الدراسة عن شعر نزار؛ ومع أنه قد كُتب مئات المقالات وعديد من الدراسات عن نزار وشعره، فإن هذه الدراسة قد تكون فريدة من حيث التحليل والتعليل والموضوعية، حيث كشفت - الدراسة - جوانب من نزار وشعره لم تُكشف بعد.
في هذا المجال هناك سؤال أو إستشكال تتكرر إثارتُه: وهو أنه كيف يمكن لأستاذ في الكيمياء كتابة دراسة عن الشعر، وهذا السؤال ينطوي على مصادرة لجوانب الإنسان الأخرى من حيث هو إنسان، وهذه المصادرة لا تجوز، إذ أن تخصص فرد في نوع من فروع المعرفة لا تنفي ميله أو هواه أو إجادته لمجالات أخرى من العرفان أو الوجدان.
وتاريخنا الماضي يزخر بكثير من الأعلام متعددي الجوانب، وفي وقتنا الحاضر من المعروف أن "علي محمود طه" مهندس، و"إبراهيم ناجي" طيب، وأن أقوى كتاب صدر في نقد كتاب "طه حسين" في الشعر الجاهلي هو كتاب "النقد التحليلي" كتبه "محمد أحمد الغمراوي" أستاذ الكيمياء الحيوية بكلية طب القاهرة.
ومن يقرأ هذه الدراسة يتحقق أن كاتبها ليس غريباً على هذا الميدان...