بدأب وبراعة صانع للكلمة، يحيد محمد شهاب الدين العربي "كلمات برائحة الحب" يمارس فيها نوعاً من متعة الحكي ومتعة الروي تشكل في مضمونها تجربة حياة عاشها المؤلف وأراد قولها للقارىء "أني أعرض في هذا الكتاب نماذج لبعض ما مرّ في رحلتي مع الحياة في أكثر من مكان، وفي أكثر من بلد، تلك...

بدأب وبراعة صانع للكلمة، يحيد محمد شهاب الدين العربي "كلمات برائحة الحب" يمارس فيها نوعاً من متعة الحكي ومتعة الروي تشكل في مضمونها تجربة حياة عاشها المؤلف وأراد قولها للقارىء "أني أعرض في هذا الكتاب نماذج لبعض ما مرّ في رحلتي مع الحياة في أكثر من مكان، وفي أكثر من بلد، تلك النماذج التي ما زالت ظلالها لصيقة بالذاكرة، حيث اكتشفتُ أن من يعمل لإسعاد الناس ليس حِكراً على جنس معين، وأن أعلى ما يصل إليه الإنسان من رقي هو عندما يقرن كلامه بالعمل .. وكم في هذا العالم من أناس ما زالوا يحتفظون بقدر كبير من المحبة للآخرين، ويحسنون إلى من هم في حاجة إلى أن نتعاطف معهم".
بهذا الحس الإنساني الرفيع يبتدىء المؤلف كتابه وقد اختار كلمات مشبعة برائحة الحب، قريبة من القلب والعقل، ومنضبطة بإيقاع التعاون الأخوي بين جميع الناس، وهي موجهة كما يقول: إلى ابنائي، ثم الأصدقاء، ومن بعدُ إلى كل من يتطوع لإنارة الطريق بغية إبقاء النبض الإنساني حياً في الوجدان.
وموضوعات الكتاب "كلمات برائحة الحب" موزعة على مفاصل أربعة هي: 1- إطلالات: على نبضات القلب، 2- رسائل من والدٍ إلى أبنائه، 3- أغاريد في زمن ملتهب، 4- في فضاء الشعر.
إن ما يميّز هذا الكتاب عن سواه هو أن مادته ليست متسلسلة في المضمون، وأن بناءه ليس عمودياً ترتفع طبقاته واحدة فوق أخرى، لذلك يستطيع القارىء الدخول إليه من حيث شاء، من البداية أو الوسط أو النهاية أو ما بين هذه الحدود؛ وحسبنا أن نقطف زهرة واحدة من هذا البستان نقرأ فيها من فضاء الشعر قول في "أحوال العشاق":
لا تسألوا العشاق عن أحوالهم / فالحالُ مجهولٌ لدى من يعشقُ ، سَكِروا بلا خمرٍ برحْبِ فضائه / وتبادلوا لغةَ الوصالِ فحلقوا ، ولربما كان الخصام نسيبهم / فتباعدوا عن حُبِّهم وتفرقوا".