"الطريق إلى فلسطين ما زال في بدايته، والليل الحالك يلقي بثقله على كل شيء، والخواطر المسربلة بالحزن تتزاحم في صدره، فتهلب مشاعره وتحرك مدامعه، والقلب الواثق الجريء يدفعه إلى الأمام، لكن جذوره معلقة هناك.... بين حواكير الليمون والعنب والتين والزيتون... على السفوح الخضراء حيث...
"الطريق إلى فلسطين ما زال في بدايته، والليل الحالك يلقي بثقله على كل شيء، والخواطر المسربلة بالحزن تتزاحم في صدره، فتهلب مشاعره وتحرك مدامعه، والقلب الواثق الجريء يدفعه إلى الأمام، لكن جذوره معلقة هناك.... بين حواكير الليمون والعنب والتين والزيتون... على السفوح الخضراء حيث ولد وترعرع، وتنفس الحياة كأروع ما تكون، هناك مع الأهل والأصحاب، مع الرجال الطيبين الذين التفوا حوله، يقارعون الغزاة القادمين من وراء البحار، وانتزعه الشيخ علي عبيد من خواطره: أين ستصلي الصبح يا شيخ عز الدين؟ في المسجد إن شاء الله... همس أحدهم في قلق: في المسجد؟! لعلك لم تحسب حساب العيون والجواسيس يا أبا محمد؟ أعرف مصلى في طرف الغابة، لا يصل إليه في هذا الساعة أحد، إنصاع الرجال لرأي القسام، ومضوا خلفه في طريق وعر... وما هي إلا ساعة، حتى وَصْوَصَ لهم ضوء من بعيد... ما هذا الضوء؟ اطمئنوا هذا قنديل الشيخ باكير.