لقد من الله على المؤمنين إذ بعث إليهم رسوله بالهدى ودين الحق ثم أن الرسول صلى الله عليه وسلم ترك المسلمين على المحجة البيضاء وبين لهم أمور دينهم ودنياهم وقام من بعده خلفاؤه لقيادة الأمة وإعلاء شأنها فأدوا الأمانة وصاغوا وحدة الأمة. لكن الفتن وجدت من يغذيها ويشعل أوارها وانبرى نفر يطعن بالخلفاء وينتقص منهم واستهوى هذا بعض ضعاف النفوس ممن يدعون الإسلام زورا وبهتاناً.
وكان لا بد أن ينبري الحريصون على الإسلام والمسلمين لإنصاف أصحاب رسول الله ورد التهم عنهم ومؤلف كتاب (الخلفاء الراشدون) يقدم في كتابه مادة تاريخية محققة ضخمة بين فيها حقيقة الخلفاء الأربعة منقاة من الأباطيل والأكاذيب، وعمد إلى نقي الروايات المجروحة، والحكايات الكاذبة، فدقق وفحص واثبت ما قوى من الروايات بغية إبراز معالم الخلافة الرشيدة وسيرة الراشدين وأعمالهم الخالدة.