لم تدم الخلافة الإسلامية وفق منهاج النبوة طويلاً، فما هي إلا سنوات حتى خرق الأمويون ذلك النظام بإزالة ركيزة أساسية من ركائزه، ألا وهي الشورى، فلم يعد لها دور حقيقي في ظل النظام الوراثي الذي ابتدعوه في الإسلام، ومع ذلك فلم نجد في الخلفاء الأمويين، أو العباسيين، أو...
لم تدم الخلافة الإسلامية وفق منهاج النبوة طويلاً، فما هي إلا سنوات حتى خرق الأمويون ذلك النظام بإزالة ركيزة أساسية من ركائزه، ألا وهي الشورى، فلم يعد لها دور حقيقي في ظل النظام الوراثي الذي ابتدعوه في الإسلام، ومع ذلك فلم نجد في الخلفاء الأمويين، أو العباسيين، أو العثمانيين، من ينكر النظام الإسلامي، أو الحكم به صراحة، وظل هذا النظام ينشر ظله على المسلمين في كل مكان، فدانوا له، وحملوا بواسطته راية الفتح، وراية الازدهار الحضاري. وعلى الرغم من تمثيل النظام السياسي، الذي ساد طيلة تلك القرون، للمسلمين، وقيامه بنشر الدعوة الإسلامية، إلا أن ذلك لم يمنع من تتابع سلسلة الثائرين، وقيامهم بثورة إثر أخرى لإعادة الحكم الإسلامي إلى سيرته الأولى، كما لم يمنع من تتابع الحركات التجديدية للإسلام، وذلك لاعتقادهم بأن قيادة المسلمين لركب الإنساني لن تستمر طويلاً ما لم يكن ذلك وفق منهاج النبوة.