لعلنا لا نعدو جانب الحقيقة إذا قلنا أن التاريخ بعصوره المختلفة المتعاقبة... هو تاريخ معاصر يبدأ بالأمس لكنه يقرأ المستقبل... إنه علم وفن، وخصوصيته في سمو مكانته في البناء الفكري للمجتمعات والأمم... إنه المرتكز الإستراتيجي في تجاربها وفي التخطيط لرؤاها عبر تعاقب الأزمان.وقيل...
لعلنا لا نعدو جانب الحقيقة إذا قلنا أن التاريخ بعصوره المختلفة المتعاقبة... هو تاريخ معاصر يبدأ بالأمس لكنه يقرأ المستقبل... إنه علم وفن، وخصوصيته في سمو مكانته في البناء الفكري للمجتمعات والأمم... إنه المرتكز الإستراتيجي في تجاربها وفي التخطيط لرؤاها عبر تعاقب الأزمان.
وقيل أن التاريخ هو السياسة في الماضي، والسياسة هي التاريخ في الحاضر، ومن يقرأ سير العظام والمحنكين، يرى أن حصافة تفكيرهم وقياسات تطلعاتهم هي في جانب كبير منها حصيلة قراءتهم المتفحصة المتبصرة لتاريخ الأمم في نهضتها وفي تجاربها وفي إنحطاطها وإنكسارها وفي سبل الإرتقاء على المحن وتجاوزها.
إن البناء العلمي لموضوعات هذا الكتاب هو حصيلة إستقراء يتوافق ومنهجية البحث بضوابطه ومستلزماته وما تقتضيه من توثيق علمي، إذ ضمت مكتبته شتى المصادر والمراجع القيمة العربية والأجنبية المترجمة وغير المترجمة وهي في أغلبها معاصرة للأحداث... وحقب التاريخ بتفاصيلها وأبعادها وإمتداداتها مجالات مستديمة للبحث العلمي، ولذلك لا يمكننا أن نحصي ما صدر من دراسات عن هذا الموضوع أو ذاك، فإحصاء الأمس التقريبي غير إحصاء اليوم والغد.
إنه النتاج العلمي الغزير المتدفق للعقل البشري بخارطته العالمية الواسعة الشاسعة... ويبقى التاريخ عبرة لمن اعتبر، وتنبيه لمن افتكر.