صلاح الدين اسم كان له دوي العاصفة الهائلة في عصره قبل 800 سنة، في أواخر القرن السادس للهجرة - القرن 12م -، غزا هذا الإسم العالم الإسلامي كلّه والعالم الغربي كالنسر العظيم... ما بقي قلب مسلم على الأرض لم يصفق له، ولا بقي قلب (فرنجي) غربي إلا وارتجف رعباً منه؛ حتى مَن قطعت أعماله...
صلاح الدين اسم كان له دوي العاصفة الهائلة في عصره قبل 800 سنة، في أواخر القرن السادس للهجرة - القرن 12م -، غزا هذا الإسم العالم الإسلامي كلّه والعالم الغربي كالنسر العظيم... ما بقي قلب مسلم على الأرض لم يصفق له، ولا بقي قلب (فرنجي) غربي إلا وارتجف رعباً منه؛ حتى مَن قطعت أعماله خبزهم أو ألغت أفكارهم وعقائدهم - انتظروا أن يموت... ليحاولوا تشويه شيء من أطراف سمعته، أو نسل ريشةٍ من جناحه الممدود. ويتساءل الإنسان ما معنى أن نهجم على رمز بطولي سابق لنا فنهدمه؟ أو نحاول هدمه بتقويم أعشى متأخر لا يأخذ في الحسبان لا العصر، ولا الظروف التي انقضت، ولا واقع الصراع الحالي مع الصهيونية؟ كأنما انتهينا من تقويم كل شيء، ولم يبقَ إلا هذا النصب التذكاري لتحطيمه!.
هذا الكتاب ليس ردَّاً ولا فتحاً للجدل في موضوع انتهى الحكم فيه منذ 900 سنة، وكل ما يهدف إليه هو أن ينظر إلى صلاح الدين الإنسان والسياسي والقائد الإستراتجي والبطل الإسلامي في إطار عصره وضمن معطيات ذلك العصر - أوضاعه ومفاهيمه -، فإن استطاع ردّ بهتان أو فضح أضلولة أو كشف حق؛ فذلك يكفي بلاغاً... فمجال التاريخ هو أحكام الوجود، أما أحكام القيم فلها ألف قاض وقاض؛ أم نريد لأبطالنا أو لبعض البشر أن يكونوا فوق البشر؟ ومن هو المبرأ الموفور؟...