-
/ عربي / USD
يتضح من دراسة كتاب ” رجال الفكر والدعوة في الإسلام ” أن أهم الأسباب التي دعت العلامة الندوي إلى تأليفه اثنان :
أما الأول فهو أن بعض الناس يعتقدون أن تاريخ الإصلاح والتجديد في الإسلام متقطع . وأن جهود الإصلاح والكفاح ليست إلا في صدر الإسلام . كما يقول : ” إن كثيراً من الناس يعتقدون أن تاريخ الإصلاح والكفاح في الإسلام متقطع ، يحتوي على ثغرات واسعة وفترات طويلة
والسبب الثاني اعتقادهم أن المجدد والمصلح له صورة خاصة وصفات بارزة ، فإذا لم يجدوا هذه الصفات في تاريخ الإسلام لقلة الاطلاع على تاريخ الإصلاح والتجديد تذمروا وأنكروا . كما يشير إلى هذا بقوله :
” ثم الخطيئة الثانية التي يرتكبها بعض المتحمسين والمؤلفين في هذا العصر ، أنهم يكوّنون في ذهنهم صورة خاصة للمجدد أو المصلح ، ثم يلتمسونها في تاريخ الإسلام ومجموع صور الأعلام ، فإذا لم يجدوا هذه الصورة الحبيبة في التاريخ الإسلامي أو في عصر من العصور تذمروا وأنكروا .
فقام الشيخ الندوي باستعراض التاريخ الإسلامي من جديد ، ودرس الكتب الكثيرة حول تاريخ الإصلاح والتجديد وتراجم المصلحين والمجددين إلى أن ثبت بفضل هذا الكتاب أن تاريخ الإصلاح والتغيير متصل ومتتابع بلا انقطاع .
يشتمل هذا الكتاب على أربعة أجزاء حول تاريخ الإصلاح والتجديد وتراجم الأعلام المجددين والمصلحين في الأمة ، والأبطال الذين ضربوا أمثلةً رائعةً في مجال الإصلاح والتجديد والدعوة والجهاد ، وأعادوا إلى هذه الأمة الفتوة والحركة والنشاط ، وغرسوا في أبنائها بذور الثقة بعقيدة الإسلام وشريعته . نكتفي هنا بدراسة الجزء الأول .
والجزء الأول في الواقع مجموعة المحاضرات التي ألقاها على دعوة من عميد كلية الشريعة في الجامعة السورية بدمشق سنة 1956م ، وتناولت المحاضرات ” موضوع الإصلاح والتجديد والتعريف بكبار رجال الدعوة والعزيمة والجهاد في تاريخ الإسلام ” [3] . وقد نشرت هذه الجامعة نفسها مجموعة هذه المحاضرات ، وتحلت هذه المجموعة بمقدمة قيمة بقلم الداعية الكبير مصطفى السباعي عميد كلية الشريعة بجامعة دمشق حينئذ ، فهو يتحدث عن هذا الكتاب :
” وهذا الكتاب الذي نقدمه اليوم لقراء العربية صورة واضحة لأفكار الأستاذ الندوي وميوله الإصلاحية ، ولفهمه العميق للتاريخ الإسلامي ولروح الإسلام الصافية المشرقة وما علق به – في العصور الأخيرة – من غبار وما أصابها من انحراف ، وبذلك يسد هذا الكتاب ثغرة في دراسة التاريخ الإسلامي ، كنا وما نزال نشعر بالحاجة إليها ، إذ يتحدث عن تاريخ الإصلاح في حياة المسلمين السياسة الدينية والاجتماعية في فترات من تاريخ الإسلام في الماضي ، كما يعرض لنا صوراً واضحةً لأبرز زعماء الإصلاح الإسلامي منذ العصر الأموي ”
قيّم هذا الكتاب
هل استخدمت هذا المنتج من قبل؟
لا توجد أي مراجعات بعد