-
/ عربي / USD
"في مسيرة الحياة" كتاب قيِّم، لداعية من أكابر الدعاة إلى الله تعالى في هذا العصر، وصديق من أكرم الأصدقاء، ومؤلف مُكْثرٍ له كتب يعرفها الناس، ولكن لهذا الكتاب فضلاً عليها، لأنه يسرد سيرة المؤلف الأستاذ السيد أبي الحسن النَّدْوي.
كتاب الأستاذ أبي الحسن ليس سرداً لأحداث حياته، ولكنه كتاب تاريخ، وكتاب أدب فيه وصف للأمكنة كأنك تراها، وكتاب علم فيه ذكر العلماء ومجالس العلم، وسجلٌّ إجتماعي فيه وصف عادات الناس وأوضاعهم في الهند.
فإنه قد صدرت بقلم المؤلف كتب ووسائل في موضوع العقائد والعبادات وتفسير الآيات القرآنية الكريمة والسيرة النبوية العطرة - الموضوع الدقيق الجليل الخطير بما إلى ذلك من موضوع التاريخ والسير والتراجم الذي يتطلب المسؤولية التاريخية الحساسة إلى موضوع الكتابة عن الشخصيات المعاصرة، الحرج الشائك الوعر، إلى مواضيع الأدب والشعر اللطيفة الرقيقة، وموضوعات الفكر الإسلامي والثقافة الإسلامية الواسعة المهمة، فقد صدرت عشرات من الكتب بقلم المؤلف في هذه المجالات الفسيحة المتنوعة، ولكنه لم يواجه في بدء أي تأليف جديد هذا الصراع العقلي والتردد النفسي الذي واجهه في بدء هذا المؤلف عن حياته، وقصة ماضيه، وقد مضت أعوام وسنون، والمؤلف يقدم رجلاً ويؤخر أخرى، يتهيب الخوض في هذا الموضوع، ولا يجرؤ على الكتابة فيه.
وسوف يجد القراء الكرام في محتويات الكتاب إطناباً وإطالة أحياناً، إذ أن المؤلف في كتب التاريخ والتراجم يكون ممثلاً عن تلك الشخصيات التي يكتب عنها، ومحامياً لها ومدافعاً عنها، ومتقيداً بكثير من الإلتزامات فيها، ويكون هو حراً طليقاً في الكتابة عن حياته نفسه، وممثلاً لذاته، ومتحدثاً عنها، فلا يصح - إذن - أن تقاس محتويات كتب الحياة الشخصية بمقياس الإتزان والتناسب الدقيق، الذي تقاس به محتويات كتب التاريخ والتراجم فالواجب أن يسمح للمؤلف عن نفسه أن يستخدم الإيجاز أو الإطناب والإجمال أو التفصيل، حسب وجهة نظره، وحسب إنطباعاته في حياته وإعتباره للأهمية والخطورة لشيء دون آخر، وإلاّ فسوف ينعدم الفارق المطلوب بين الكتاب عن النفس والكتاب عن الغير.
قيّم هذا الكتاب
هل استخدمت هذا المنتج من قبل؟
لا توجد أي مراجعات بعد