-
/ عربي / USD
ممّا امتاز به المسلمون منذ القديم هو كثرةُ رحلاتهم في سبيل الدعوة والعلم والتجارة والسياحة، وعنايتُهم الكبيرة بتسجيل مشاهداتهم في رحلاتهم، وتقييد مذكراتهم، والتي ساعدت الاجيال التاليةَ في الإطلاع على كثيرٍ من نواحي تلك البلدان والشعوب التي زاروها، وكتبوا إنطباعاتهم وتجاربهم عنها، وقاموا في كتاباتهم بوصف المدن وصفاً دقيقاً يتناول جميع مرافقها من المساجد والقلاع والأسواق وحتى الشوارع والمنازل والأبواب والضواحي، بل ومراقبة الأسعار، وذكر العادات في كلّ بلد، والأماكن المقدسة والمزارات، والزوايا، والرُّبُط، وقصور الملوك والأمراء، فكان لهذه الرحلات دورٌ كبير في إثراء العلوم التاريخية والجغرافية في الشرق والغرب.
وتاريخ المسلمين حافلٌ بكتب الرحلات قديماً وحديثاً، والعلامةُ شبلي النعماني أحدُ العلماء المتأخرين الذي عُنوا بتسجيل أهم مذكرات رحلتهم، حيث استمرت رحلة شبلي إلى القسطنطينية وبيروت والقدس والقاهرة في مفتتح القرن الرابع عشر الهجري ستة أشهر، لقي فيها علماءَها ومثقفيها وصحبهم، وزار معاهدها العلمية والتعليمية، وكتب عنها كتابةَ مَنْ خبرها ودرس أوضاعها دراسةً ناقدةً، فجاءت مذكراته كشفاً عن بعض أوضاعنا العلمية والتعليمية في العالم الإسلامي في القرن المنصرم، وكتبها باللغة الأردية.
لذلك، جاء هذا الكتاب يساعد القارئ العربي في الإطلاع على جزء من تاريخ الإسلام من وجهة نظر عالم هندي كبير، عُرِفَ بحبّه للعرب والترك، وكفاحه لإصلاح المناهج التعليمية الإسلامية في الهند، وقد تضمن ترجمة موجزة لحياته وتعريف برحلته.
قيّم هذا الكتاب
هل استخدمت هذا المنتج من قبل؟
لا توجد أي مراجعات بعد