أبو حنيفة النعمان رضي الله عنه إمام عظيم من أئمة الإسلام الذين خلد ذكرهم على الأيام وعم فضلهم الملايين من الأنام.
كان قمة شامخة في الفقه وكان الفقهاء من بعده عالة عليه، وكان من أعلم هذه الأمة بما جاء عن الله ورسوله.

وكان من الزهد والورع، والسخاء والبذل، وإيثار الآخرة وأخلاق القرآن التي فيه بمحل لا يدركه أحد.

وكانت يؤثر رضي الله تعالى على كل شيء، ولو أخذته السيوف في الله تعالى لاحتملها.

ولقد غمر الله تعالى هذا الإمام بفضله، فكان بالإضافة إلى ما تقدم من التابعين، اجتهد وأفتى في زمانهم وأخذ العلم عن ألوف المشايخ، وروى عنه الأئمة الكبار، واتفق له من الأصحاب العظام العدد الكير، ثم هو أول من دون الفقه ورتبه أبواباً، ولقد انتشر مذهبه في خلق عظيم من العالم الإسلامي وعلى مدى الأجيال، إلى أمور أخرى أنعم الله تعالى بها عليه.

وعلى الرغم من هذا الفضل العظيم الذي لا يخفى على أحد، فلقد انطلقت ألسنة البعض تتكلم في حق هذا الرجل الجليل، وأثيرت حوله الشبهات حسداً وظلماً. وهذا الكتاب يعرض لك بموضوعية تامة ونزاهة واضحة، سيرة هذا الإمام، ومناقبه الرفيعة، ويناقش شبهات المخالفين ويكشفها بالعلم والحجة.