حينما يذكر إسم كعب بن مالك رضي الله عنه تقفز إلى ساحة الذهن قصته الرائعة في تخلفه عن غزوة تبوك وتوبة الله عليه؛ تلك القصة التي قصها علينا كعب بأسلوبه الجميل وبيانه الرائع، فيما رواه أئمة الحديث وعلماؤه.
ولكن كعباً - التائب العظيم - هو قبل هذا شاعر كبير من شعراء الإسلام، بل هو أحد ثلاثة شعراء أطلق عليهم: شعراء الرسول صلى الله عليه وسلم.
لقد كان أحد أولئك الأنصار الكرام الذين نصروا رسول الله، ونادوا في دينه بالغالي والرخيص، ولكنه فاق غيره بأنه كان يجاهد بسيفه ولسانه، وبيده وبيانه، يحضر المعارك ويبلي فيها البلاء الحسن، ويرسل اشعاره مدويّة مزمجرة، يهدد أعداء الله، وينصر دينه.
وهذا الكتاب يبرز شخصية هذا الشاعر المجاهد، ويصور مواقفه في نصرة الإسلام، ويدرس أدبه دراسة موضوعية، ويضعه في مكانه الذي يستحقه بين الشعراء. وقد كان لمؤلفه الفاضل سبقٌ يحمد عليه؛ وهو أنه جمع شعر هذا الشاعر المتفرق في الكتب، وأخرجه في ديوان مستقل.