أنس بن مالك من سادات الصحابة وفضلائهم رضي الله عنهم جميعا، عرف بلقب خادم النبي، واشتهر به، وكان يفتخر بهذا اللقب، وحق له.

نشأ في حضانة أسرة كريمة ماجدة، ثم كرمه الله بصحبة خير البشر، حينما انضم إلى النبي صلى الله عليه وسلم يخدمه ويكون معه، ولزمه لزوماً تاماً مدة عشر سنوات، كانت بركة كلها، وأصاب من ذلك خيراً عظيماً، فقد تربى على يدي النبي عليه السلام، وأخذ عنه السيرة الحميدة، وتلقى منه العلمالجم، واختصه النبي بدعوات مباركات، رأى بعضها في حياته، وهو يرجو أن يرى تمامها في أخرته.

وهذا الكتاب في سيرة هذا الصحابي الجليل، جمعه المؤلف الكريم رحمه الله من أوثق المصادر، فقد كان جل اعتماده على دواوين السنة المشرفة الموثوقة، وعلى مرويات أنس نفسه، وتم له بذلك في أنس سيرة كريمة، ترجو الله أن يجعل فيها النفع الكبير، وأن تكون منارة هدى لشباب الإسلام في هذا الزمان .