-
/ عربي / USD
من معجزات الإسلام الخالدة قدرته الفائقة على صناعة الرجال العظام، بل قدرته على تحويل الرجال البسطاء إلى أئمة أعلام، وقادة عظام، وأشراف كرام!!...
ولعل ابن مسعود - رضي الله عنه - هو خير مثال على ما نقوله، فقد كان إنساناً بسيطاً مغموراً، يعمل راعياً للغنم على أجر زهيد لكبير من كبراء مكة، وكان قصيراً جداً نحيفاً، لا يعجب من يرمقه، ولا ترتاح العين لمنظره، فلما أسلم وصحب رسول الله صلى الله عليه وسلم صار في عداد أئمة الهدى، وعلماء الأمة، وعظماء الرجال، وصارت له مكانة كبرى عند رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه وأمته من بعده.
وأعظم فضائل هذا الرجل أنه حمل القرآن الكريم عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأخذ معه هدي هذا النبي وسنته القولية والفعلية، ففقه بهما الإسلام فقهاً تاماً، ثم قام مقام الأستاذ الأكبر في مدينة الكوفة، فعلّم الناس أحكام دينهم، وأدبهم بآدابه، وأخذهم بسلوكه وهديه إلى المحجة البيضاء التي ترك رسول الله أمته عليها... وظل على هذا الحال حتى تخرج به مئات التلاميذ، وحتى نفع الله بعلمه معاصريه والأمة من بعده نفعاً كبيراً.
وهذا الكتاب محاولة ناجحة لشاب جامعي تخرج في العلوم الطبيعية، لكن حبه لدينه ولتاريخه ولسيرة سلفه الصالح جعله يقبل على العلوم الإسلامية بجدّ وشغف، فحصَّل منها على شيء طيب نافع، وكان من ثمرة هذا التحصيل هذه الباكورة الجيدة المثمرة، فجزاه الله خيراً على ما كتب، وسلام على عبد الله بن مسعود صاحب هذه السيرة في الأولين والآخرين.
قيّم هذا الكتاب
هل استخدمت هذا المنتج من قبل؟
لا توجد أي مراجعات بعد