-
/ عربي / USD
الإمام الجويني هو عبد الملك بن عبد الله بن يوسف، ولد بنيسابور وتربى في حجر العلم والعلماء، وأكب على الدراسة والاجتهاد، وطاف البلاد، ورحل إلى بغداد، ثم يمم وجهه شطر الحجاز، لأداء الحج في مكة المكرمة والزيارة في المدينة المنورة، شأنه في ذلك شأن الملايين الذين يقصدون البقاع المقدسة، وخطر له أن يجاور فيها مدة، قائماً على عمله في التدريس والتعليم والمناظر مع العلماء المقيمين، والعلماء الوافدين للحج، فبرز علمه، وتألق نجمه، حتى أجمع الناس على علو شأنه، ورفع منزلته، وأطلقوا عليه لقب "إمام الحرمين الشريفين"، ثم رجع إلى بلده ليتولى منصبه التدريسي، ويمارس المناصب الدينية والدنيوية، محقق خلافة الله في أرضه، ونفذ وصية رسول الله صلى الله عليه وسلم، بوراثة النبوة، وضرب المثل في كل ذلك، وصار إمام الأئمة في الفقه والأصول وعلم الكلام والجدل والمناظرة والأدب، تدريساً ومناظرة وتصنيفاً.
بروز هذه الشخصية هو الذي دفع الدكتور "محمد الزحيلي" لتدوين بحثه الذي بين يدينا من سلسلة "أعلام المسلمين" والذي خصصه لتتبع خطوات الإمام الجويني في النشأة والتكوين والعلم، كما وتوقف فيه عند محطات من عصر الإمام، فبين الحالة السياسية والاجتماعية والدينية والثقافية والمذهبية التي سبقت ولادته، ثم عاصرته وعاصرها.
وفي معرض حديث المؤلف من نشأة الإمام الجويني تطرق إلى آثار إنتاج إمام الحرمين، ولحال الإمام في علم الكلام، مبيناً نشأة ضد العلم وأصله ومكانته وبواعث ظهوره، ومشاركته الأئمة والعلماء فيه، ثم سرد كتب إمام الحرمين في علم الكلام وأصول الدين والعقيدة وختمه بلمحة من آراء إمام الحرمين في علم الكلام، وفي معرض حديثه عن علم الفقه وآثار الإمام في هذا المجال تطرق المؤلف إلى مصنفات الإمام في الفقه وقدم بيان مجمل عن كل كتاب في مضمونه ومآله في العصر الحاضر، وأفرد لكتاب "غياث الأمم" حديث خاص، وذلك لما لهذا الكتاب من كتابه في الفقه السياسي كما وأفرد المؤلف خاصاً تطرق فيه لعلم الجدل وعلم الخلاف اللذين أصبحا تقريباً في ذمة التاريخ، مبيناً تعريف هذين العلمين ونشأتهما، وأهميتهما والأهداف التي تحققت بهما، ومشاركة العلماء عامة، وإمام الحرمين خاصة بهما، وذكر كتب إمام الحرمين في هذين العلمين.
قيّم هذا الكتاب
هل استخدمت هذا المنتج من قبل؟
لا توجد أي مراجعات بعد