-
/ عربي / USD
مهما اختلفت الأساليب في الكتابة من سِيَر أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، فإنها حتماً ستترك آثاراً وبصماتٍ في الفكر والسلوك الإنسانيين؛ لأنهم جميعاً أخذوا من الإسلام ما لم يأخذه أحد غيرهم، وحملوا من المواهب والخصائص ما لم يحمله أحد من المسلمين، فاجتمعت في كل منهم ثلاث خصال نادراً ما اجتمعت في غيرهم: العلم والجهاد والإخلاص لله تعالى.
وحذيفة بن اليمان رضي الله عنه ليس فقط من أعلام المسلمين وإنما من أعيان الصحابة أيضاً، فقد نشأ في بيت شُيدت أركانه على الجهاد والتضحية وأصاب من ذلك خيراً، ولازم النبي صلى الله عليه وسلم فأحب الخير للإنسانية ودرأ الشرّ عنها، ونال وساماً عظيماً جعله يحمل سر رسول الله صلى الله عليه وسلم في المنافقين، وذلك لما تمتع به من شخصية متزنة وهادئة.
وبعد إنتقال سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى الرفيق الأعلى بدت منه قدرة عجيبة في التعامل مع الأحداث، وسطع منه الرأي الحسن في كل ما يُصلح أمر المسلمين، علاوة على أنّه تحلّى بصفات الجندي المنضبط والقاضي العادل والوالي المتواضع الحكيم المربّي مما جعل الخلفاء الراشدون رضوان الله عليهم يقربوه منهم ويقلدوه الولايات ويؤمروه على الجند.
ولا يخفى أن حياته كانت صفحة مشرقة منحت المسلمين مدرسة تعلمهم كيف يبذلون حياتهم في خدمة الدين والعقيدة وكيف يُصنع التاريخ والمستقبل.
ودار القلم ليست أول من يكشف الغطاء عن سيرة هذا المسلم، إلا أن الكتاب الذي تضعه بين يدي القراء، يُظهر جوانب مهمة من شخصية هذا الصحابي الجليل ليكون منارة هدى لشباب الإسلام.
قيّم هذا الكتاب
هل استخدمت هذا المنتج من قبل؟
لا توجد أي مراجعات بعد