-
/ عربي / USD
صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم كالنجوم الهادية، كلُّهم قدوة، بل جلُّهم قادة... ولا عجب في ذلك، فقد تخرَّجوا من مدرسة رسول الله صلى الله عليه وسلم خير قدوةٍ وأحسن أسوة.. السراج المنير الذي مدَّ ورفد تلك النجوم الساطعة.. في سماء التاريخ الحافل لأمتنا العريقة.
ومن أولئك النجوم القادة القدوة: أمين هذه الأمة، الصحابي الجليل؛ أبو عبيدة عامر بن الجرّاح رضي الله عنه، من السابقين الأولين إلى الإسلام، ومن العشرة المبشرين بالجنة، وصاحب مناقب وفضائل نادرة الوجود.
والحديث عن أبي عبيدة، يعني - أو يكاد - الحديث عن فتح الشام، فقد كان - رضي الله عنه - القائد العام للجيوش الإسلامية حينئذٍ.. ولم يكن فتح الشام كفتح فارس والسند والأندلس، وإنما كان تحريراً لجزءٍ من بلاد العرب، واستمراراً لتبليغ الدعوة الإسلامية إلى الجنس العربي، بوصفه المعني بالخطاب الأول للدعوة؛ حيث نزل القرآن بلسانهم.
وقد أرَّخ المؤلف سيرة أبي عبيدة من خلال الوقائع التي عاصرها وشارك فيها، كما أرَّخ الأحداث التاريخية من خلال سيرة هذا القائد، فالحدث هو الترجمة، والترجمة هي الحدث، واعتمد التوثيق التأريخي المقتبس من أصول توثيق الحديث النبوي ما أمكن، لتنقية الترجمة من زيادات القُصَّاص، وليكون مثالاً لكتابة السيرة الصحيحة للصحابة والتابعين ورجال خير القرون.
وسوف يجد القارئ تحقيقات فريدة في سيرة أبي عبيدة، لم يُسْبَق المؤلف إليها.. وترجو دار القلم - بهذا العدد - أن تَنْظِم دُرَّة جديدة في عقد "أعلام المسلمين" الفريد.
قيّم هذا الكتاب
هل استخدمت هذا المنتج من قبل؟
لا توجد أي مراجعات بعد