-
/ عربي / USD
لا يستطيع القلم أن يصف هَوْل الرعب الذي أوقعه جيش التتار في العالم الإسلامي، وخصوصاً في بغداد حاضرة الخلافة، وفي بلاد الشام!!.
لقد دمَّروا بغداد وأسقطوا الخلافة، ثم انسابوا كالجراد نحو الشام، فدخلوا حلب وخربوها، ثم دخلوا حماة وحمص ودمشق، ولم يبقَ أمامهم إلا مصر.
وأرسل هولاكو خطاباً إلى سلطان مصر، يقول فيه: فاتّعطوا بغيركم وسلِّموا لنا أمركم، فنحن لا نرحم من بكى، ولا ترقٌّ لمن شكى، فتحنا البلاد، وطهّرنا الأرض من الفساد، فعلكيم بالهرب وعلينا بالطلب، فأي أرض تأويكم، وأي بلاد تحميكم، فخيولنا سوابق، وسيوفنا صواعق، وقلوبنا كالجبال، وعديدنا كالرمال!!.
لكن سلطان مصر الملك المظفر "قطز" وبتأييد من الله تعالى، وبنفحة من عزَّة الإسلام، رفض إنذار هولاكو، وسار بأهل مصر للقاء جيش التتار الذي يقوده "كتبغا" قبل أن يغزوه ذلك الجيش في عقر داره.
والتقى الجيشان في عين جالوت في بيسان من أرض فلسطين، وهاجت المعركة في يوم الجمعة 25/ 9/ 658هـ، وحمل التتار على جيش مصر حملة شديدة حتى فقد توازنه، لكن البطل القائد قطز ثبَّت جيشه، وهجم على قلب العدو يصيح: وإسلاماه، وسيفه في يده يحصد به أعداءه، وكانت ساعة رهيبة، تنزَّل فيها النصر على المسلمين، وخذل الله تعالى التتار، فانهزموا - أو من بقى منهم حيّاً - خزايا نادمين، وسَلمِتْ مصر للإسلام، وتطهَّرت بلاد الشام من أولئك الأوغاد؛ وسجل التاريخ في صحائفه الغر قصة يوم عين جالوت، وقصة يظل ذلك اليوم، الملك المظفر قطز، رحمه الله وأثابه الجنة.
وهذا الكتاب يحكي قصة ذلك اليوم، وسيرة ذلك البطل، في فصول متتالية، وفي تأريخ مؤلَّق، وسرد واضح مبين.
قيّم هذا الكتاب
هل استخدمت هذا المنتج من قبل؟
لا توجد أي مراجعات بعد