-
/ عربي / USD
إنّ للقرآن الكريم مكانةً عظمى عند المسلمين، فهو كتاب ذِكرهم، وهو كتاب عزّهم، وهو النور الذي أضاءت به الأرض كلها يوم أن كان المسلمون يتّخذون من كتاب الله عزَّ وجلَّ الشرعة والسبيل.
وما فتئ المسلمون يعنون بكتاب الله الكريم؛ تلاوة وفهماً وتجويداً وترتيلاً، وقد تجرّد لتعليمه طائفة من علماء الإسلام اختُصّت به، وسلخت أعواماً مديدة من حياتها عاكفة على إقراء القرآن الكريم وتعليم حروفه.
ومن جملة علوم القرآن الكريم هذه (علم القراءات)، والذي كان من أبرز العلماء فيه، وممن نبغوا في هذا المجال وكان له حضور متميّز من لدن عصره إلى عصرنا الحاضر؛ الإمام أبو القاسم الشاطبي سيد القرّاء صاحب قصيدة (الشاطبية) أشهر ما كُتب عن القراءات السبع.
كان الإمام الشاطبي مشاركاً مشاركةً قوية في كثير من علوم عصره وفنونه؛ فقد كان محدّثاً حافظاً للحديث، نحوياً، فقيهاً، مفسّراً، مقرئاً.
ومما يثير العجب أنّ هذا الإمام العظيم لم تُكتَب له ترجمة مفردة إلا ما كان من القسطلاني في كتاب له أفرده لترجمة الشاطبي، وما زال هذا الكتاب مخطوطاً، حتى جاء هذا الكتاب الذي بذل مؤلفه جهداً مباركاً في تقديم سيرة هذا العالم الفذّ وأعطاها ما تستحقه من العناية، معتمداً على منهج البحث العلمي في جمع المادة العلمية، وعلى المنهج النقدي في فحص هذه المادة.
ويسرُّ دار القلم أن تقدّم للقارئ الكريم هذه الترجمة المباركة لهذا العالم الجليل، في سلسلتها "أعلام المسلمين"، وترجو الله سبحانه أن ينتفع منها وينفع بها.
قيّم هذا الكتاب
هل استخدمت هذا المنتج من قبل؟
لا توجد أي مراجعات بعد