-
/ عربي / USD
الصحابيُّ الجليل، الفقيهُ العابد، والأميرُ الزاهد، راويةُ الإسلام، وسيِّد الحفَّاظ الأعلام أبو هريرة عبدُ الرحمن بن صخرٍ الدوسي.
رحل من بلاده اليمن إلى موئل الإيمان، ومهبطِ الوحي، فنالَ شرفَ الهجرةِ إلى الله ورسوله صلى الله عليه وسلم، ونَعِمَ بالصُّحبة، وهي المنزلة التي لا تُسامى، وغبَّر قدميه في الجهاد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكان عرّيف أهل الصُّفَّة، وخادم النبي صلى الله عليه وسلم، وتلميذه النجيب، الذي لازمه أتمَّ الملازمة في غدوِّه ورواحه، وحلِّه وترحاله، وليله ونهاره، فكان أحرصَ على السُّنَّة من الأُمِّ على وليدها.
عرف النبيُّ صلى الله عليه وسلم حرصَ أبي هريرة على العلم فقرَّبه وأدناه، ودعا له بالحفظ، فكان أروى من حفظ الحديث في دهره.
علَّم الناسَ السُّنَّة نحو نصف قرن، وتداول الناسُ عنه العلمَ جيلاً بعدَ جيل حتى ملأت مروياتُه دواوينَ السُّنَّة، وانتفع المسلمون بها في عقائدهم وعباداتهم ومعاملاتهم وأخلاقهم وآدابهم.
تعرَّض في سيرته وروايته لهجمةٍ آثمةٍ شنَّها عليه الطاعنون في السُّنَّة، والحاقدون على الإسلام من أذناب أبي لؤلؤة وابن سبأ، لكنَّ هجماتهم باءت بالفشل والبوار، وظلَّ أبو هريرة شامخاً كالطودِ في سيرته وعلمه وأخلاقه ونُبله.
وجاء هذا الكتاب ليجلوَ سيرةَ أبي هريرة وما تعرَّض له من مكايد، مستمداً مادته العلمية من المصادر الأصلية التي دوَّنها أئمة الإسلام من محدِّثين ومؤرِّخين، معتمداً في تحليلها على منهجٍ علميٍّ رصين.
أسألُ الله تعالى أن ينفعَ به المسلمين، ويردَّ به كيدَ الماكرين من أعداء الدين.
قيّم هذا الكتاب
هل استخدمت هذا المنتج من قبل؟
لا توجد أي مراجعات بعد